رسول حمزاتوف في سورية
كلنا سنموت، لن نعيش إلى الأبد
هذا معروف وليس بجديد
لكننا نحيا كي تبقى لنا ذكرى
بيت أو طريق، كلمة أو شجرة – رسول حمزاتوف
سنة 1983 وصل حمزاتوف في زيارة إلى سورية، سجل مقابلات صحفية مع بعض الصحف والتقى بالعديد من الشخصيات، وزار بعض المناطق السورية. لا بد من تسليط الضوء على بعض اللقاءات والزيارات التي لم تحظَ بالتغطية الصحفية آنذاك.
تقع قرية دير فول في ناحية تلبيسة التابعة لمنطقة الرستن في محافظة حمص، وينحدر سكانها من جبال داغستان في القفقاس، يلقبها البعض باسم «داغستان سورية» التي قرر رسول حمزاتوف زيارتها.
حدثني سكان القرية كيف وصل حمزاتوف إلى دير فول التي نظم سكانها استقبالاً حافلاً لشاعر الجبال، نصبوا له كؤوس العرق ومائدة الاستقبال وأمضوا سهرة تاريخية في زيارة رسول حمزاتوف من داغستان السوفييتية إلى داغستان السورية. وتعرف على قرى الداغستانيين السوريين في حمص والجولان.
لا يمكن لرجل مثل حمزاتوف أن يزور سورية دون أن يزور الشيوعيين، لذلك أخذته بوصلته الفكرية إلى حي ركن الدين الدمشقي حيث منزل الرفيق خالد بكداش، وابتسم الاثنان أمام المصور الفوتوغرافي في صورة بالأبيض والأسود نشرتها جريدة قاسيون للمرة الأولى عام 2001.
حمزاتوف «1923- 2003» شاعر المعلقات السوفييتية والروسية الشهير، شيوعي منذ 1944 وكاتب سياسي حائز على جائزة ستالين 1952 وجائزة لينين 1963 وعلى لقب شاعر الشعب في داغستان 1959 ولقب بطل العمل الاشتراكي 1974.
لم يتخلَّ الشاعر الجبلي الكبير، وهو في أيامه الأخيرة عن النساء والنبيذ والأغاني قائلاً: «النساء والنبيذ والأغاني، لاحقاً كما هو أولاً، منحوني السعادة والحزن أحياناً». كما لم يتخلَّ عن داغستان ورعاة الجبال كشاعر تنطبق عليه حكمة شعبية فلسفية داغستانية تقول: الكلمة أغلى من الجواد.
يقول د. إبراهيم استنبولي في كتابه «رسول حمزاتوف الشاعر- الإنسان»: كان رسول حمزاتوف داعية للحب، حب المرأة وحب الأرض بل ومحبة الإنسانية جمعاء. وسبق للأديب الراحل عبد المعين الملوحي «الشيوعي المزمن» أن شارك بترجمة كتابه «داغستان بلدي» إلى العربية أو «داغستاني» حسب رأي د. إبراهيم استنبولي.