عاش في القامشلي وغنى ألوان الشرق

عاش في القامشلي وغنى ألوان الشرق

رباه والده على الأخوة الكردية – الأرمنية وشجعه على الغناء بالكردية، خدم الفن 55 عاماً خلال مدى سنواته الـ 75 كقضية، فغنى للحرية والسلام والثورة والعدالة الاجتماعية.

ترك الفنان الأرمني الراحل آرام ديكران «1934-2009» تراثاً مكوناً من 230 أغنية كردية، و100 أغنية عربية، و100 أغنية أرمنية، وعشرات الأغاني بالسريانية واليونانية فكان بحق ممثلاً للأغنية التي تعكس آلام الشرق العظيم.
أمضى شبابه في القامشلي، وهناك سجل ألبوماته الأولى، انتقل آرام ديكران مع عائلته الى أرمينيا السوفيتية عام 1966، واستقر في مدينة أبوفيان. تعرف هناك على مغنين معروفين أمثال كارابيد خاتشو وسيدا شامدين وسوسكا سامو وغيرهم. وعمل معهم في قسم اللغة الكردية في راديو يريفان، حيث غنى بالأرمنية: «أغاني الشوق إلى أرمينيا» وبالكردية: «أتيت يريفان»، «بالشوق إلى أرمينيا» وغيرها. من أشهر أغانيه الثورية التحية التي وجهها إلى «لينين الكبير».
تميز أرام ديكران بآلته «الجومبوش»، وتففن فيها وأضاف حاملة الورق فوقها. لقد اختار الغناء بالكردية، وأول ما غنى قصيدة للشاعر الكردي جكرخوين التي اشتهر من خلالها.
لقد كان آرام ديكران أسطورة بالنسبة للشعب الكردي، وهو الأرمني الذي عرف شعبه العذاب والقهر، ولذلك اختار أن يغني باللغات القريبة إلى قلبه. نجا والده من الإبادة الأرمنية من قرية أميد في منطقة صاصون، ووصل إلى مدينة القامشلي في سورية حيث ولد آرام عام 1934.
تنقل بين البلدان الأوروبية عشية انهيار الاتحاد السوفييتي، استقر في بلجيكا عام 1990 وأكمل مسيرته الفنية الغنائية هناك، لم يخف أشواقه إلى مدينة القامشلي وحرص على إظهار ذلك في عدة مناسبات، كتب في وصيته طالباً أن يدفن في قرية أميد في ديار بكر التي هرب منها والده أثناء المذابح الأرمنية، لكن السلطات التركية منعت ذلك.
توفي ابن مدينة القامشلي في اليونان في الثامن من آب 2009 وسط جو من الحزن، ودفن في بروكسل بسبب منع السلطات التركية تنفيذ وصيته، وهناك ألقى ابنه هاكوب ديكران كلمة، وأضاف حفنة من تراب من قرية أميد. وغنى الحشد الأغاني التي كان يحبها آرام مثل «الحسناء/أي ديلبري» الكردية و«صونايار» الأرمنية بحضور بعص الصحف والقنوات الفضائية.

معلومات إضافية

العدد رقم:
823