عمرو سواح  عمرو سواح

إحراق الأوراق الثقافية: مهرجانات.. ومهرجانات!

بعد نظرة تأملية إلى المهرجانات والاحتفالات العربية الصيفية، بمقارنة بسيطة بين ما يحدث في أقرب الدول أو أبعدها وما يجري في سورية يجد المرء نفسه عاجزاً تماماً عن وضع أي مقارنة بين المهرجانات التي تقام هناك والمهرجانات التي تقام في سورية، ففي الوقت الذي كان كاريراس يغني في إحدى المهرجانات الشقيقة، كان سمير سمرة يغني في مهرجان سوري، وبينما كانت فيروز تصدح في مهرجان شقيق آخر، كان مهندس الصوت يعتذر عن الأخطاء الفنية الحاصلة في حفل غنائي في مهرجان سوري ، وبينما لم يكن منظمو مهرجان في إحدى الدول الشقيقة يجدون مكاناً لإغليسياس في برنامجهم، كانت الاعتذارات عن المشاركة في المهرجانات السورية تتابع واحدة تلو الأخرى.

وبينما كانت المعارض الفنية تزخر بأهم وألمع الأسماء في المعارض المرافقة للمهرجانات الشقيقة، لم تستطع مهرجاناتنا أن تحقق أي لمعة تذكر، وفي المجال الشعري، تكتفي مهرجانات سورية بتكرار نفس الأسماء والوجوه، بينما تجدد المهرجانات الشقيقة الأسماء في كل عام وتقدم أهم الأسماء في شتى الندوات والأمسيات.

ما الذي حل بمهرجانات دمشق، ومهرجانات سورية حين غنت فيروز في دمشق وعنها، في أواسط الخمسينات لم تكن قد غنت كما غنت قبلاً لبلد، لم أكن موجوداً وقتها ، ولم أكن موجوداً عندما جاء ديمس روسوس أو عبد الحليم حافظ أو صباح أو فريد الأطرش، لكنني الآن أستمع إلى هذه الحكايا وكأنها باتت من نسج الخيال.

معلومات إضافية

العدد رقم:
181