عمرو سواح عمرو سواح

إحراق الأوراق الثقافية: الانتخابات الأكثر صدقاً في العالم

لا أستطيع أن أتجاوز الحدث الأبرز على الصعيد العالمي دون الحديث عنه، وسأستغل عدم وجود صفحة رياضية للحديث عنه،فحتى الشارع العربي  بات مشغولاً تماماً بهذا الحدث، ناسياً فلسطين واحداث 11 ايلول، أعلام الكثير من الدول باتت ترفرف على السيارات وسطوح وشرفات المنازل، وهذا طلياني وذاك برازيلي وذاك ألماني.
 من سيربح كأس العالم، كل هذه الفرق التي قطعت شوطاً طويلاً لتصل إلى ذلك الملعب لتقف أمام ملايين المشاهدين، بانتظار نهاية آخر مباراة، الجميع عقدوا آمالهم، حتى العرب، فعلام يراهنون، مشاهد مليئة بالمفاجآت سأكتفي بذكر بعضها كبانوراما للأحداث التي تجري على الميدان:السنغال فازت على فرنسا حاملة كأس العالم للمونديال الماضي.

كرواتيا فازت على إيطاليا بعد إلغاء هدفين لإيطاليا بعد أخطاء تحكيمية مرعبة.

تركيا نافست البرازيل حتى آخر لحظة وحقق اللاعب البرازيلي ريفالدو بطولة في التمثيل  كلفته 10000 فرنك بعد أدت تمثيليته إلى طرد لاعب من الفريق التركي.ألمانيا فازت على السعودية8-0 وهذه لم تكن بالمفاجأة الصاعقة أبداً. أمريكا فازت على البرتغال 3-2
البعض يقول أن هذه اللعبة هي أشرف واصدق انتخابات في العالم،أما البعض الآخر فيقولون بأن كل شيء معد  مسبقاً، وبما أن هوايتي الأولى هي كتابة سيناريوهات لكل الأحداث المتوقعة فسأرسم بعضاً من هذه السيناريوهات  لنختبر مصداقيتها، فمن يرى أن كأس العالم لا يتجاوز مسرحية معدة مسبقاً،يقول بما أنه لدينا عدد كبير من الفرق الضعيفة بينما لا تتجاوز الفرق التي تنافس على اللقب بضع دول بقيت الكأس محصورة فيما بينها فترة طويلة، فلا بد من زيادة كمية الإثارة في هذا المونديال لكي لا تنقطع مكاسب الجهات الإعلانية، فستقوم إدارات خفية، باللعب بالخيوط، فتخسر مجموعة من الفرق المهمة في بعض المبارايات أمام فرق ضعيفة وبعدد من الطرق التي تساهم أيضاً في زيادة كمية الإثارة (حكم متحيز، خطأ لاعب، جمهور مشاغب، إصابة لاعب يعتمد عليه الفريق، سوء في تقدير إمكانات الفريق الآخر) إلى آخره من مسوغات لتحفيز المتفرجين على متابعة، لا المونديال وحسب بل كل ما يتعلق به من برامج دعائية ومسابقات ستدر الملايين على أصحابها، ستبقى الإثارة دائماً وبكافة الأشكال التي سيعمل الكثيرون على تجديدها، ثم بقدرة قادر ونتيجة لحسابات معينة ستصعد الفرق القوية التي كانت تخسر في الدور الأول إلى الدور الثاني، مع بعض من الفرق الضعيفة،  التي لن تصمد طويلاً في المنافسة، ويبقى فريق واحد من الفرق الضعيفة وسيكون له دور فعال في المونديال القادم.

سنرى إن كان هذا السيناريو قابلاً للتحقيق، ويبقى السؤال مفتوحاً: هل تكهنات أصحاب نظرية المؤامرة هي الحقيقة أم أن الحياة ليست سوى سيناريو قابل للتكرار.

معلومات إضافية

العدد رقم:
177