رأي.. دعوا السخافة تسقط لوحدها

ردا ً على سماح الرقابة المصرية بالإفراج عن فيلم روبي الحدوتة التافهة وذلك بعد حذف الرقابة 3 أغاني و17 مشهدا ً ساخنا ً، والموافقة على عرضه عقوبة له (أي للفيلم)، تعليق غريب من الرقابة ودعاية مجانية له، خصوصا ً بعد ضوضاء منع الفيلم من قبل الرقابة والآن إخراجه وعرضه عقوبة له!!.

إنطلاقا ً من نقطة مشتركة بيني وبين روبي وهي تاريخ الميلاد باليوم والشهر والعام وربما بالساعة (أي ساعة نزلت ِ للعالم؟؟)، أتحدث عن الفيلم، فهو ليس أول فيلم توقفه الرقابة، ولا أول فيلم تقتطع منه مشاهد بموافقة الموزع والمنتج، لكنه كما أظن أول فيلم يعاقب بعرضه، أما الضجة المثارة حول روبي تحديدا، فهي تجرؤها على تحدي مجتمع، والرقص ببذلة الرقص في الشارع بالإضافة إلى حركات الإغواء التي تقوم بها، تحديا ً لذكر تخاطبه بآلاف الشاشات، فكان الحكم بذبحها على غير الطريقة الاسلامية، هذا فضلا ً عن هز مؤخرتها المثيرة، مع إحتشام لباسها في كليبها (ليه بيداري). هل المشكلة هي روبي؟ أم الابتذال؟ أم حكم المجتمع (الذكوري الأبوي)؟ أم الرقابة المصرية؟. 

المشكلة أعمق وتطال كل شخص من جيل الشباب الذي فتح عيونه ومشكلته أنه وجد الابتذال والاستهلاك أمامه فقط، هل هذا ذنبه؟ طبعا ً يتحمل ذنبا ً في الموضوع باستسهاله هذا الحل، وعدم بحثه عن الأفضل رغم وجوده، لكن الإعلام هنا يتحمل مسؤولية في عدم إظهار البديل، والاكتفاء بالذبح بما هو متوفر من استهلاك دون أي حل بديل، طبعا ً ليست روبي وحدها في قفص الإتهام فمعها الكثيرات، حيث لم تكن الوحيدة مع مقص الرقيب أبدا ً، لكن هذا الرقيب بنفس المقص كان ولا يزال يهاجم الكثير من الأفلام المجتمعية التي تمس مشاكل المجتمع بحق وبكل واقعية، لكن يظهر أن الرقيب قبل أن يرى أي عرض، يرتدي نظارته نفسها المتحسسة للدين والجنس والسياسة، دون أن يحمل نفسه عناء تبديلها مع إختلاف المعروض بإختلاف محتواه. 

هل مشكلتنا كشباب أن نكون ملزمين بدفع ضريبة الإبتذال، التي ظهرت مع سقوط تجربة فكر ما وخيبة آمال الكثيرين وتذبذباتهم التي لن يشفوا منها، والتي نعاني منها، أم أن مشاكلا ً كقضايا الشباب الكثيرة لا تستحق الطرح ولا الاهتمام، ثم هل ساهمت الرقابة وهي جزء من الجهاز الثقافي في تنمية الورود وحدائق الأفكار في عقولنا، واكتفت برمي المقص والإعتماد على تراكم ذواتنا الشابة السليمة من الأمراض؟!، أم أن على الجميع أن يعيش تحت الشروط ذاتها دون إستثناء ؟؟!!

 

٭ بهيج وردة

آخر تعديل على السبت, 26 تشرين2/نوفمبر 2016 21:34