ملوحيات.. لماذا انتحرت يا صديقي المصري؟

نشرت صحف القاهرة أن عاملا ًمصرياً طالبه أولاده بشراء لباس وكتب لهم عند افتتاح السنة الدراسية الجديدة 2003 ـ 2004، وظل مرات عديدة يعدهم بها، وجعل يلجأ إلى أصدقائه وأقاربه ليستدين ما يمكنه من تلبية مطالب أولاده فلم يوفق.

ودخل منزله آخر مرة فهرع إليه أولاده يسألونه عن ملابسهم وكتبهم فلم يجبهم، ودخل غرفته وانتحر.

وأنت يا صديقي المصري لماذا انتحرت؟

أتظن أنك بانتحارك وصلت إلى حل مشكلتك؟

كلا، بل زدتها تعقيداً، تركت أولادك يتامى، وزوجتك أرملة، وإذا كانوا لا يحلون مشكلتهم وأنت حي، فكيف يحلونها وقد أصبحت في القبر.

إن مشكلتك يا صديقي المصري ليست مشكلة فردية بل هي مشكلة شعب.

لقد نشرت الصحف المصرية منذ أيام أن الأموال المهربة من مصر إلى أوروبا وأمريكا بلغت 90 مليار دولار، يعني أن هذه الأموال المهربة وحدها تحل مشكلتك ومشكلات أمثالك.

ليتك يا أخي المصري بدل أن تنتحر قمت بالانضمام إلى إخوانك الفقراء الذين يسعون للقضاء على الفقر والجوع والجهل في أوطانهم. لبناء أوطان حرة وشعوب سعيدة.

ليتك انتسبت إلى الفقراء من أمثالك في الحزب الشيوعي المصري.

لو فعلت ذلك لفهمت أن مشكلتك ليست مشكلتك وحدك بل هي مشكلة شعبك.

رحمك الله يا أخي المصري وسامحك. لقد خسرنا بانتحارك عاملاً كان يمكن أن يكون جندياً في جيش الثوار القادم لتحريرك وتحرير الشعوب.

دمشق 1/1/2004

■ عبد المعين الملوحي

 

«شيوعي مزمن»