الصيداوي والحكيم.. يكتبون البقاء ويرحلون

رحيل العلاّمة يوسف الصيداوي


عرف كواحد من أعمدة اللغة العربية في الوطن العربي، حتى ارتبط اسمه الأخير باللغة العربية ارتباطاً وثيقاً،  فلم تكن علاقته بهذه اللغة علاقة مجردة، بل كان مرتبطاً بها روحياً، فنهل منها كثيراً وبقي كدارس مجد لها طوال سني حياته حتى قبل دخوله إلى الجامعة. ولد العلامة يوسف الصيداوي في دمشق عام 1930 وتخرج من جامعتها في قسم اللغة العربية. للعلامة يوسف  الصيداوي مؤلفات هامة منها كتاب «بيضة الديك» وكتاب «الكفاف»،  الذي  يعتبر من أهم الكتب في مجال إعادة صوغ قواعد اللغة على نحو أكاديمي، وكتاب العربية بين خراكوفسكي  ودك الباب، بالإضافة إلى كتاب «اللغة والناس»  وهو عبارة عن مجموعة من الحلقات المختارة  لبرنامج يحمل نفس الاسم، كان   قد قدمها خلال فترة الثمانينات للتلفزيون، وقد ساهم هذا البرنامج في إعادة الحياة لعلاقة الناس مع اللغة العربية، ولا تزال صورته في أذهان وعقول الكثير من الأجيال التي عاصرت صورته على التلفزيون في برنامج اللغة والناس. كان العلامة يوسف الصيداوي الذي رحل في 18/4/2003 صديقاً للحزب الشيوعي السوري منذ الخمسينات،  و«قاسيون» التي حزنت لرحيل العلامة الصيداوي  تأثرت بالغ التأثر لفقدان علم من أعلام اللغة العربية، وصديقاً للحزب الشيوعي.

رحيل المخرج المسرحي سمير الحكيم

عرفته مدينة حماة التي ولد فيها عام 1948 ممثلاً ومخرجاً مسرحياً، ومؤسساً لعدد كبير من فرقها المسرحية منذ العام 1965، ومؤسساً لمهرجانها المسرحي، عرف عاشقاً للمسرح، فكتب ومثل واخرج. رحل سمير الحكيم بعد صراع دام طويلاً مع المرض بقي خلاله ملتزماً بعمله حتى آخر لحظة، وظل وهو على فراش المرض، موجهاً للإرشادات لطاقم آخر مسرحية كلف بإخراجها. فحوّل بيته إلى مسرح صغير يجري فيه بروفات المسرحية الجديدة.

 تخرج الحكيم من جامعة دمشق بإجازة في الدراسات الفلسفية والاجتماعية. وعمل مدرساً لمادة الفلسفة في ثانويات حماة منذ عام 1983  ثم انتسب إلى نقابة الفنانين السوريين بصفة «مخرج مسرحي وممثل»  بالإضافة لكونه عضواً مشاركاً في اتحاد الصحفيين  منذ عام 1979، أطلق اسمه على فرقة كانت تحمل اسم «المسرح الوطني» في حفل تكريمي عام 1995، كما كان عضواً في المسرح الجوال التابع لوزارة الثقافة  مديرية المسارح والموسيقا مابين عامي 1979 ـ 1984 شارك في عدد من عروض المسرح القومي، كما شارك في نشاط المسرح الجامعي، حصل أكثر من مرة على جائزة أفضل مخرج وأفضل ممثل.. إن تاريخ سمير الحكيم يشهد على تفانيه في خدمة المسرح الذي ظل يعطيه حتى آخر لحظة في حياته.