أنتولوجيا المسرح الحديث
بغياب المشاريع التي تهتم بالقارئ أو بالمستقبل العربي، وغياب الهم الذي يسعى إلى تأسيس مكتبة عربية متماسكة وغنية من كل الجوانب، نجد في مشروع «أنتولوجيا المسرح الفرنسي الحديث»، الذي عملت على ترجمته وتقديمه الدكتورة ماري الياس، مشروعاً يحمل أبعاداً كثيراً، ومختلفاً عن كل ما هو موجود حولنا ، وفيه تقدم د. الياس للمسرح والمسرحيين العرب خطوة إلى الأمام بالتعريف بمسرح لا نعرف عن تطوره شيئاً بالرغم من القرية الكونية التي نعيش فيها.
تعاني حركة ترجمة النصوص في سورية لا بل عربياً الكثير من المشاكل، وأحد أهم هذه المشاكل هو بعد أي عملية ترجمة عن مشروع حقيقي هادف. فعمليات الترجمة وخصوصاً في الإطار المسرحي، تتبع أهواء المترجمين، ووفقاً لإعجابهم بهذا النص أو ذاك، أو أنها تقدم مقتطفات واختيارات متنوعة لفترات وأحقاب زمنية متنوعة، وغيرها من المشاكل البعيدة عن حرفية عملية الترجمة.
الآن وبعد توقف الكثير من المشاريع العربية التي كانت تسعى لترجمة نصوص من المسرح العالمي، وتراجع الكثير من الحركات الثقافية، تأتي الأنتولجيا التي قدمتها د.الياس بمثابة خريطة للمسرح الفرنسي في السنوات العشرين التي خلت، خاصة بعد أن عاد للكتابة دورها الذي كان قد انحسر في فترات سابقة.
قدمت الأنتلوجيا 12 نصاً مسرحياً لعدد من الكتاب الفرنسيين الجدد هم (برنارد ماري كولتس- جان لوك لاغارس-آلان كناب- ميشيل فينافير- جان لويس كاليفرت-صموئيل بيكيت)
وتشكل هذه النصوص في مجموعها، صورة حقيقية عما وصلت إليه الكتابة المسرحية في فرنسا، وتحمل تحليلاً دقيقاً لأبرز أشكال الكتابة وأنواعها في أوربا الآن .
■ يقع الكتاب في 544صفحة من القطع المتوسط عن دار المدى سنة 2002. ■■
أُغلق تحرير هذا العدد مساء يوم الثلاثاء في
18/ 3/ 2003
«قاسيون» معكم دوماً من أجل: «الدفاع عن الوطن، والدفاع عن لقمة الشعب»! ومن أجل «الحفاظ على وجه الحزب المستقل»!