السينما السياسية الملتزمة تتفوق في «مهرجان كان»

كان مهرجان «كان» في دورته السابقة قد منح جائزة السعفة الذهبية للفيلم الاجتماعي «الولد» للأخوين داردين. قدم مهرجان كان في دورته هذا العام  مكافأة للسينما السياسية والملتزمة، وذلك عبر منح السعفة الذهبية لفيلم (الرياح التي تهز الشعير) للمخرج البريطاني (كين لوش)  والذي تدور أحداثه في العشرينات من القرن الماضي، ويحكي عن حرب الاستقلال الأيرلندية عن الاحتلال البريطاني.

وقال المخرج البريطاني المعروف بميوله اليسارية "لاحظنا من خلال وسائل الإعلام أن هناك الكثير من الحروب، ولا يمكن للناس أن ينسوا ذلك بسهولة: وينعكس هذا الأمر في السينما".

وأضاف: إن معالجة هذه المواضيع أمر حيوي جدا بالنسبة إلى السينما، والأفلام ليست هنا من أجل تسلية الناس الذين يريدون أن يأكلوا «البوشار».

وتابع "إذا تجرأنا على قول الحقيقة حول الماضي، فهل نتجرأ أن نقول الحقيقة أيضا حول الحاضر؟".

ولم تكتف لجنة التحكيم بذلك، ولعلها أرادت أن تكون الرسالة التي تبعث بها أكثر وضوحا، فقررت منح "الجائزة الكبرى" وهي الجائزة الأهم بعد السعفة الذهبية، للمخرج الفرنسي «برونو دومون» عن فيلم "فلاندر" الذي ينقل المشاهدين إلى عوالم حرب شبيهة بتلك الذي تجري في العراق الذي تحتله القوات الأمريكية.

ويتضمن الفيلم لقطات متتالية لعمليات اغتصاب وإعدامات وهجمات، ما يخلق شعورا بالألم والغضب والاستياء خصوصاً وأن العمل يخلو تقريباً من الموسيقى وفيه قدر صغير من الحوارات، وابتعد عن المؤثرات السينمائية التي تتسم بها السينما الهوليوودية.

إلا أن المخرج الفرنسي الذي سبق له ونال الجائزة الكبرى لمهرجان كان في 1999 عن فيلمه "لومانيتيه"، رفض المقارنة بين فيلمه وحرب العراق، وقال "عملي هو عمل إيحائي. ولا أدعي أنني في وارد إعطاء دروس لأحد".

لكن صورة هؤلاء الجنود القادمين من ريف فلاندر (منطقة ممتدة بين فرنسا وبلجيكا) والذين يرتكبون أعمالا وحشية، تذكر إلى حد بعيد بالجنود الأمريكيين الشباب المسؤولين مع قادتهم وسياسييهم عن الفظائع المرتكبة في سجن أبو غريب.