بعد (عمارة يعقوبيان) لعلاء الأسواني.. (شيكاغو) تجسيد لمأساة العرب في بلاد العم سام
صدر لمؤلف رواية (عمارة يعقوبيان) الكاتب المصري علاء الأسواني رواية جديدة بعنوان (شيكاغو)، وقد قام بتوقيع بعضاً من نسخها مؤخراً في أحد فنادق القاهرة بحضور حشد كبير من الأدباء والمهتمين ووسائل الإعلام..
الرواية الجديدة (شيكاغو)، تدور معظم أحداثها المفترضة في ولاية شيكاغو الأمريكية بعيد هجمات 11 أيلول 2001 التي اتخذها صقور البيت الأبيض ذريعة لغزو العالم، وتقع في 453 صفحة من القطع المتوسط، وتأتي بعد خمس سنوات على صدور الرواية الشهيرة (عمارة يعقوبيان)، التي طغى اسمها بقوة على اسم صاحبها. وتسلط الرواية الجديدة الضوء في صفحاتها الأولى على تاريخ المكان – شيكاغو، منذ الوصول البائس لجحافل (البيض) إلى شمال القارة الجديدة في أواسط القرن السابع عشر والاستقبال الإنساني الحميم الذي قوبلوا فيه، وما تلاه من اعتداء همجي من الوافدين على ثقافة وتراث وإنسانية السكان الأصليين الذين باتوا يعرفون باسم الهنود الحمر، والصمود الأسطوري لهم ورفضهم الاستسلام رغم المذابح المريعة التي أودت بحياة الأغلبية الساحقة منهم، وعددهم بالملايين، ومن ثم ينتقل المؤلف بصورة انسيابية لتصوير الواقع المعاصر للولاية – شيكاغو صاحبة الصيت الواسع بالإجرام واحتضان المافيات، وخصوصاً بعد زلزال 11 أيلول، والتركيز على أحوال الغرباء فيها من عرب ومسلمين ومشرقيين وشعورهم الدائم أنهم متهمون ومراقبون، حيث يبرع الروائي بعرض التفاصيل والوقوف عند المعاناة اليومية لأبطال الرواية.
الأديب علاء الأسواني بدأ بنشر مؤلفاته في بداية عقد التسعينيات من القرن الماضي وقد صدرت له عدا الروايتين المنوه عنهما أعلاه، مجموعتان قصصيتان الأولى (الذي اقترب ورأى) عام 1990 والثانية (جمعية منتظري الزعيم) عام 1998، ولكنهما ظلتا مغمورتين، ولم تأخذا حقهما من الانتشار والنقد..