ديوان «الشعب يريد»: وَطَنٌ أَحْمَدُ الخُطَا
«لست الإله فكن عليماً.. أن شمسك سوف تغرب/ واعلم بأن القصر.. يوماً سوف يهدم/ فوق عرشك بالذنوب.. وبأن ملكك بائد/ ولسوف يأتي من جلاليب الخمود.. موسى.. ليعصف بالعصا كل القيود/ فتُشق مصر وترتعش.. وتهز من تحت البحار.. عروش مجدك».
مقطع من قصيدة في ديوان «الشعب يريد» للشاعر علي راشد، والذي قسمه لأربعة أجزاء تناولت مراحل الثورة المصرية العظيمة .
وقال الشاعر : عبرت في القصائد الأولى من الديوان عن حال مصر قبل الثورة، ومظاهر القمع والظلم في الشارع، وحالة الانتفاضة الداخلية التي عشناها وخاصة بعد انتخابات مجلس الشعب المزورة، وهناك قصيدة كتبتها بعد ثورة تونس، أحث فيها مصر على الثورة .
ثم في قصيدة «سورة الحق» وصفت اليوم الأول للثورة والمفعم بالأمل وخروج الجموع الغفيرة للشوارع .
وهناك ثلاث قصائد عبرت فيها عن الشائعات التي أطلقها البعض على الثوار، ومنها قصيدتي «ثورة سبايسى»، أو توزيع وجبات «كنتاكي» على المتظاهرين، وملامح مصر بعد الثورة .
ثم عبرت في قصائد ختامية عن فكرة تكريم شهداء «يناير»، والذين استنطقتهم ليحكي كل منهم رسالته على لسانه بعد الرحيل ومنهم سالي زهران وكريم بنونة.
يقول الشاعر علي راشد في «رِسالَتُنا بَعْدَ الرَّحِيلِ»:
أُمِّي أَنَا أَحْمَدْ،
هَلْ تَذْكُرِي أَحْمَدْ؟
فِي مَهْدِهِ طِفْلًا ،
يَحْبُو إِلَى الدُّمْيَةْ،
يَشْدُو مَعَ الغِنْوَةْ،
يَأْتِي إِلَى المَكْتَبْ،
وَبِفُرْشَةٍ يَرْسُمْ....
عُصْفُورَةً حُلْوَةْ
هَلْ تَذْكُرِي أَحْمَدْ؟
هَلْ تَذْكُرِينِي
في تَراتِيلِ الصَّباحِ مُرَنِّمًا؟
هَلْ تَذْكُرِينِي
راسِمًا وَجْهَ الخَيالِ
مُحَلِّقًا
فَوْقَ الحَقِيقَةِ والمُحالْ؟
من قصائد الديوان: «وطن أحمق الخطى، فرعون، صمت، نوم وثورة، ثورة سبايسي، مصري ، رسالتنا بعد الرحيل، لم تمت، قصة محرمة، نم هنيئا».
يروي راشد كيف أن إحساسه داخل الميدان جعل القصائد تتدفق، نافياً أن تكون الرواية هي الفن الأقدر على التعبير عن الثورة، فالشعر برأيه هو الأقدر، لأن السرد الروائي يتشابه عادة، والروائي بحاجة إلى كثير من الجهد للخروج برواية مميزة عن الثورة.
مشيراً إلى أنه بعد التنحي أراد كتابة يوميات الثورة، لكن كتاب الأديب والكاتب محمد فتحي «كان فيه مرة ثورة» جعله يتراجع عن الفكرة لأنها نُفذت بالفعل، قائلاً أنه يعكف الآن على كتابة عمل مسرحي شعري.
من قصيدة «وَطَنٌ أَحْمَدُ الخُطَى» نقرأ:
سَيَوفُ الخَوْفِ مُغْمَدَةٌ،
وَصَوْتُ الشَّعْبِ مُرْتَفِعٌ،
وَهاماتٌ مُرَفْرِفَةٌ
بِأَفْراحٍ مُزَلْزِلَةٍ،
فَهَذَا المَشْهَدُ المَمْلُوءُ بالدَّهْشَةْ
وصُلبانٌ مَعَ القُرآنِ تَأْخُذُنا
إلى وَطَنٍ تُقَبِّلُهُ
دِماءُ الأَرْضُ
في مِصْرا...
فَأَنْتَ الآنَ في مِصْرا...!
وَقَدْ غابَتْ
عَلَيْنا مِصْرُ أَعْوامًا ،
وَأَعْواما،
وَطَلَّتْ مِنْ جَبِينِ
الغَيْبِ مُنْتَصِرَةْ
بِشَعْبٍ عاشَ بِالصَّبْرِ،
مَعَ القَهْرِ،
لِيُحْي حَبَّةَ الرَّمْلِ
المُضِيئَةْ؛
لِيَبْنِي
مِنْ قُصُورِ المَجْدِ أَدْوارًا،
وَأَدْوارا،
لِيُخْرِجَ مِنْ عُيُونِ الصَّمْتِ
بُرْكانًا؛
لِتَطْفُو فَرْحَةُ الشَّعْبِ الجَسُورِ،
وَتَزْهُو دَوْلَةُ المَجْدِ العَتِيقِ
فَأَنْتَ الآنَ فِي مِصْرا...