سيرياش كوفي

ـ المسحوق السوري:

وهو ما سحق سحقاً في النهاية وشكل المسحوق "البودرة" الذي بين أيديكم قبل أن يتفاعل مع الماء، وهو يشكل نسبة كبيرة من التركيبة لذلك فإنه يلفت انتباه الزبون، وهذا ما يجعل جميع المواد الأخرى التي تدخل في تركيب هذه القهوة العجيبة لا تتفاعل معه إلا عبر تركيب خارجي هو الماء.

ـ المعجون السوري:

وهو تركيب شائع أيضاً، فهو الجزء الذي ينجو من التفاعل مع الماء وذلك عبر ممارسته لرياضات شتى كسباق المائة متر وسباق المارثون والملاكمة من طرف الخصم فقط وكراتيه من طرف الخصم فقط وتسلق الجبال وعبور الأنهار والسباحة في المستنقعات والتعلق بالأشجار مما جعله يعجن عجناً حتى أصبح معجوناً وهو يشكل نسبة كبيرة من التركيب الجديد أيضاً وأغلبه يترسب في قاع الفنجان مشكلاً طبقة من الحشْكل باتت تلفت انتباه الزبون أيضاً ولكن دون أن يتجرأ الزبون على تذوقه، وتتم إزالته بسهولة إما بمنديل ورقي أو بقليل من الماء ودون حاجة إلى منظفات.

ـ المنتوف السوري:

وهو تركيب لافت أيضاً، وذلك لتحوله من حبة بن كاملة وغنية إلى حبة بن خالية من الكولسترول وباقي أنواع الدسم، فأصبح منتوفاً رغماً عنه، وصال وجال بين كافة أطياف هذا المستحضر، عساه يجد لنفسه مكاناً مع تركيب آخر كي لا يشعر بالبرد وهو لا فت أيضاً ولكنه يصيب الزبون بحالة من الاستغراب فهو لا يستطيع الإمساك به ولو للحظة، تركيب فعال في إيصال الباكتيريا من تركيب إلى تركيب بسبب تناغمه معها جميعاً رغماً عنه، يمارس ألعاب السيرك فيمشي على الحبال ويخرج المناديل والأرانب من قبعته ولكنه حين يشعر بالغضب الشديد يخرج نمراً ضخماً ويرميه في وجه الزبون.

ـ العربوش السوري:

وهو تركيب يتعربش إلى الأعلى دائماً بخفة حيناً وبثقل حيناً آخر، من الخطر عليه السقوط إلى التراكيب أسفله، لذلك فهو يمسك موطئ قدميه بكل جسده، ويقاتل حتى أشقائه من نفس التركيب بشراسة منقطعة النظير، وتفشل عملية التمازج بينه وبين المسحوق السوري والمعجون السوري والمنتوف السوري نظراً لانهماكه بالنظر إلى أعلى، وأحياناً ما يبقى شيء من هذا التركيب في الأعلى إذا وجدت الظروف البيئية الملائمة لحضانته، يتفاعل أفقياً من كل الجهات وعمودياً باتجاه الأعلى فقط وهو تركيب لافت أيضاً ويسبب حالة من الارتياح والخوف بالوقت نفسه للزبون، وهو ما يُحير الزبون فعلاً.

ـ الكربوج السوري:

وهو تركيب مستقل بنفسه رغم انبثاقه من التركيب الأعلى ولكنه استطاع أن يشكل لنفسه حيزاً لذيذاً ودافئاً ومريحاً، وهو لا يتغلغل في أي تركيبات أخرى، ولكنه يستطيع الدخول إليها لحظة يشاء وممارسة كافة أنواع الرياضات معها، ومن رياضاته المفضلة الملاكمة من طرفه فقط والكراتيه من طرفه فقط والرماية على أهداف متحركة، موجود في كل مكان من المستحضر وجدير بالذكر أنه التركيب الوحيد غير الطبيعي في هذا المستحضر، فهو تركيب كيميائي بحت، وهو ما يثير الزبون حقاً.

ـ القشطة السورية:

وهو التركيب الذي يعطي النكهة التقليدية للقهوات العربية، فلا بد للزبون أن يلمح هذا التركيب كي يشعر بأن هذا المستحضر عربي حقاً وليس باكستانياً أو هندياً أو فيتنامياً، وهو تركيب لذيذ حقاً فهو يعزل نفسه عن باقي التراكيب بصورة لا شعورية وعبر طبقات من التراكيب الكيميائية التي صنعها، لذلك فهو غير قابل للتفاعل مع التراكيب الأخرى، بل وإنه لا يتفاعل حتى مع العوامل الطبيعية من حتٍّ وتعرية ومد وجزر وإسراء ومعراج ولتمتعه بكل هذه الصفات فقد آثر مصمم الإعلان أن يبرزه على الواجهة كي يلفت أنظار الزبون، وهذا ما انتبه إليه الزبون جيداً وجعله يصاب بالجنون.