«حموكار» السورية (5500) سنة تحت الركام...

استطاعت بعثة أثرية سورية ــ أمريكية مؤخراً أن تكتشف سر مدينة «حموكار» في أقصى شمال سورية، والتي أزيل جزء كبير منها عن سطح الأرض قبل نحو 5500 سنة نتيجة حرب طاحنة، غير معروف على وجه الدقة من كان الطرف الثاني فيها..

البينات تؤكد أن المدينة تمت محاصرتها زمناً طويلاً، ومن ثم دكت أسوارها بالقنابل الطينية بكل عنف وقسوة، فقُتل معظم سكانها في المعركة ودفنوا تحت أنقاض منازلهم. والحقيقة أن ما جرى في هذا الموقع شمال سورية بين نهري دجلة والفرات ظل سراً خفياً مدفوناً تحت التراب، ولغزاً غامضاً تتنازعه التأويلات والتخمينات إلى أن اكتشفته أخيراً البعثة الأثرية المذكورة أعلاه.
أهمية هذه المدينة تتأتى من كونها ستسمح لعلماء الآثار بإعادة النظر في كيفية تطور الحضارات في الشرق العظيم، وتكوّن أولى المدن في العالم على ضفاف أنهار المنطقة. فقبل بضع سنوات كانت تعتبر منطقة جنوب العراق ــ أو ما يعرف بحضارة الوركاء ــ منشأ الحضارة المدنية، لكن أظهرت الحفريات الأخيرة وخصوصاً الحفريات في «حموكار» أن هذه الحضارة ربما كان منشؤها وسط أو شمال نهري دجلة والفرات حيث أن هذه المدن كانت بحق مراكز مدنية متطورة جداً، ولها من الإمكانيات ما جعلها تنافس مدن الجنوب.
في «حموكار» تم العثور على كمية كبيرة من اللقى الفخارية وبقاياها، وعلى أطلال مبان سكانية كبيرة الحجم ومستودعات حبوب وأظهرت الحفريات أن المدينة كانت ضخمة، وبلغ عدد سكانها في الألف الرابع قبل الميلاد نحو 25000 نسمة.