ربّما! حمّى بسبب سميرة توفيق
لا أحد يعرف ما الذي حلَّ بسميرة توفيق، تلك البدويّة السّمراء، ريمُ الفلاة، كليوباترا بلاد الشام، كما لا أحد يتكلّم عنها، أو يأتي على ذكرها، غير تلك النُّدرة من أصحاب لغة الحنين إلى زمن مضى، حيث كانت تمثّل الكنّة المشتهاة للأمهات اللّواتي يقدّمن النّذور، ويواصلن الدّعاء، بغية الوصول إلى سبيل ما حتى يخطبنها لأبنائهن المرضيّين الّذين أنهوا الدّراسة والخدمة الإلزاميّة، أحداهما أو كلاهما.
مثل أولاء النّساء، أبحث، دون جدوى، عن أيّ شيء، في كلّ مكان كان، بما في ذلك أكشاك الكراجات، ولا أظفر إلا بسخرية الباعة من هكذا حماقة، ولولا بعض تلك الإسعافات الأوليّة الّتي تقدمها «روتانا طرب» ببث أغان لها، بين فترة وأخرى، لتفاقمتْ حالتي كنازف لا يجد من يقطّبه.
هل ماتت الأغنية الحارّة، منذ اكتسحت العالم جائحة الموسيقى الكهربائية، والحناجر الكهربائية، والعواطف الكهربائية؟ هل فتكت بالوجدان كيمياء الأغاني المصنّعة على الكيبورد؟ هكذا يستمر الهذيان، يقظةً ومناماً.
تصلني «يا ريم وادي ثقيف» بنسخة إسبانيّة لمغنّية لا أعلم عنها شيئاً، فأمنّي النّفس بالتّالي: أغلب الظن أنّ سميرة توفيق التي لا يعلم أحدٌ من أين جاءت، ولا إلى أين ذهبت، هي خرافةٌ أخرى تضاف إلى قائمة خرافات هذا الشّرق، وإلاّ لماذا تلقّفها المستشرقون؟
■ رائد وحش
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.