تعا... نحسبها...

37363 طالباً هو عدد طلاب كلية الآداب - جامعة دمشق والمستجدين فيها للعام نفسه 7950 طالباً أي ما مجموعه 45313 طالباً في كلية واحدة تابعة لجامعة واحدة تضم عدداً كبيراً من الأقسام. أما أعضاء الهيئة التدريسية فبلغ، لنفس العام، 413 عضواً، موزعين على الأقسام المختلفة، (المجموعة الإحصائية السورية عام 2006)..

أعداد كبيرة من الطلاب في المكان، ضمن مساحات، مسطحها الإجمالي لا يتسع لهم عملياً رغم توزيعهم زمنياً على عدد ساعات الدوام الرسمي، خلال أيام الأسبوع الخمسة، على القاعات المتوفرة. وحضور جميع الطلاب في وقت محاضرتهم المخصصة، يعني أزمة في المكان المخصص يمكن أن يتوقعها أو يشهدها أي منا، بحضوره محاضرة ما في أحد الأقسام المزدحمة في هذه الكلّية.
أما عدد الأساتذة، فلا يعتبر كافياً لتلبية حاجات الطلاب اليائسين من هذه الكلية، لعدم قدرتها على تلبية حاجاتهم العلمية والمعرفية، فحصة الأستاذ من الطلاب المقدرة حسابياً بـ 110 طالباً، محسوبة كما يلي...
45313 طالباً ÷ 413 أستاذاً = 110 طالباً لكل أستاذ، وهذه نسبة مرتفعة عملياً، لأنها تضغط الأستاذ أولاً، بوقته المتاح لمتابعة واجباته كالتحضير والبحث ومتطلبات طلابه ومتابعتهم في حلقات البحث والمراقبة العلمية المفترضة. وتضغط الطالب ثانياً، بضيق الوقت المتوفر له كحصة هي من حقه في هذا الازدحام البشري التراكمي...
ونسبة 110طالباً لكل أستاذ، هي أضعاف النسب العالمية. التي على أساسها توضع أحد أهم ركائز التعليم الجامعي وتزداد هذه النسبة تصاعدياً في واقعنا العملي :
- عندما يكلف الأستاذ بإعطاء أكثر من مقرر واحد في الفصل.
- عندما يتغير مدرس المقرر من عام إلى آخر، ويجبر الطلاب الراسبون على حضور المحاضرات، عند أستاذ المقرر الجديد، مما يزيد، بدوره، الضغط المكاني والفراغي، على الحاضرين. ويدفع باتجاه سيادة التعلم بالواسطة وعن بعد. وربما بالتخاطر.
والنجاح ضمن هذه المنظومة المشوهة يصبح حدثاً صعباً، معتمداً في أغلبه على الصدفة والحظ لارتباطه الوثيق بالبعد وعدم التوصل بين الطلاب وأساتذتهم...
و ما تم تداوله مؤخراً حول عدم معرفة الطالب المتقدم إلى الامتحان باسم أستاذه أو شكله، مؤشر يفسر على أساس الكثافة الطاردة، التي رسخت القناعة عند قسم كبير من الطلاب: إن حضور محاضرة في ظروف كهذه هي حالة غير مجدية، وتبتعد عن الظروف المفترضة لأية أسس تعليمية. يدفع هذا باتجاه زيادة نسب الرسوب واستنفاذ فرص النجاح، في هذه الكلية ومثيلاتها من الجامعات السورية. ويضغط باتجاه المطالبة بمرسوم سنوي لمنح المستنفذين فرصة امتحانيه جديدة كحل يلاقي القبول عند معظم الطلاب الذين يرونه حلاً مؤقتاً لمشكلة باتت تكبر وتكبر وحاجتها لحل حقيقي ضرورة يصيب عمق المشكلة المتفاقمة في هذه الكلية المستعصية على طلابها المصرة على الاحتفاظ بهم لأطول مدة ممكنة.