ربّما! صيف السوريات
في كل صيف يتفجّر الجمال السوري انفجاراته النووية، وعلينا، نحن معشر الرجال، خلق أساليب مقاومة كأنْ نستعير طريقة العقارب والفئران في اتقاء خطر التشظي.
في الشوارع.. في أمكنة العمل أو الدراسة.. في الميكروباصات.. في المقاهي والنوادي.. في كلّ مكان، تنبثق جميلةٌ، ولا نقوى احتمالاً، فكيف إذاً بجميلات من كلّ نوع وصنف، يتآمرن علينا ببناطيل الجينز، والكنزات الحفر، والقمصان الحريرية، والأحذية الكريستالية؟ كيف لنا أنْ نتوازن وهن يسلبننا كل ضمائرنا لتكون السيادة لتاء التأنيث (المتحركة)، ونون النسوة التي تواصل لعبتها في التذكير بمركزية الأنثى في الخلق، وأنّ أياً تراها هي عشتار؟
تصيبنا حيرة محمود درويش، وليس من شيءٍ يحيّر كالجمال! تلك الحيرة التي عبّر عنها في قصيدته (الجميلات هن الجميلات).
السوريات هذا الصيف، كما في كل صيف، يكتبن نصّ الجسد بالجسد نفسه، والنص حرٌّ وطليق وعالٍ، أدوات الكتابة شديدة الاختلاف، والناتج نصوصٌ من لحمٍ ودمٍ، كلٌّ معجمٌ، وكلٌّ كرنفالٌ، وكلٌّ لوحةٌ، ولك أن تتنفس الجمال في فسيفساء شهويّةً، تمنح المكان حركته، وتخلّصه من عبء ركوده، بل إنها تنقله من حالة الإخصاء إلى حالة الإخصاب.. احذفوهنّ تروا ما الذي يبقى من دمشق المدينة!
وجوهٌ كعبّاد الشمس تلاحق الضوء، وقامات كالحبّ، والمدهش حقاً لقاء ثنائيات: الجسد والرغبة، الجسد والفرح، الجسد والجمال.
شكراً أيها الصيف.. إنك الكشف والقول، بينما الشتاء تغطية وصمت، على أنّ هذا لا يمنع وضع ملحوظة صغيرة، وهي أنّ درجة الحرارة ودورها في الغواية، لا تعني أن الحاجة دائمة للصيف، ففضيلة الشتاء، على صعيد الحب، أنه نشدان للدفء الخارجي من دفء وحرارة الداخل.