«غيين».. السماء والهواء الصرف

نيكولاس غيين، شاعر كوبا الأشهر (1902 ـ 1989) وأحد أهم الشعراء الناطقين بالإسبانية، من أبوين خلاسيين، كلُّ منهما أيضاً من أبويين خلاسيين، وقد أتاح هذا المزيج بين الأعراق البشرية للشاعر أن يتمثل جوهر التقاليد الشعبية، وخصوصاً الإرث العظيم من الاتجاهات الموسيقية المتنوعة، التي لم يتخل عنها طوال تجربته الشعرية العريضة .

نال غيين عدداً من الجوائز الأدبية العالمية، أبرزها جائزة لينين للسّلام.

أهم أعماله الشعرية: «موتيفات السون»، «أغان للجنود وألحانٌ للسياح»، «اللحن الكامل»، «عندي»، «حديقة الحيوان الكبرى»، «قصائد حب»، «العجلة المسننة» وسواها؟..

يمتاز شعره بنزعة إيقاعية، وجملة ملونة بكلمات من لغات وثقافات مختلفة، وقفل القصيدة بضربة مدهشة.

...............

 أتستطيع أن تبيعني الهواء الذي يمرُّ بين أصابعك؟

 أتستطيع أن تضرب وجهك وتسحقه؟

 أتستطيع أن تبيعني خمسة أمتار مكعبة من الهواء

 أو عاصفة أو أكثر من ذلك.. أتبيعني هواءً صرفاً

 الهواء ـ ليس كلّه ـ

فقط الذي يهبّ على تويجات أزهار صديقتك

وعلى عصافيرها.

عشرة أمتار مكعبة من الهواء الصرف؟ 

الهواء يدور ويمرُّ على فراشة

لا أحد يملكه

لا أحد..

●●●

 أتستطيع أن تبيعني سماءً،

 السماءَ الزرقاء أحياناً أو الرمادية أحياناً.

ـ أتذكرُ؟ ـ قطعةً من سمائك التي اشتريتها

مع أشجار بستانكَ

كمن يشتري السقف مع البيت؟

 أتستطيع ،أن تبيعني بدولار واحد قطعة من السماء

أو بضعة كيلومترات مربعة فقط

مما تستطيع من سمائك؟ 

السماء فوق الغيوم والغيوم تمرّ عاليةً

لا أحد يملكها... لا أحد..

●●●

 أتستطيع أن تبيعني مطراً كالماء الذي أعطاك إيّاه دمعك والذي بلل لسانك؟

 أتستطيع أن تبيعني بدولار واحد ماء النبع؟

أو ماء غيمة ملأى، متجعدة وناعمة كنعجة؟

أو ماء مطر ينزل على الجبال، أو ماء الغدران المتروكة للكلاب،

أو فرسخاً من البحر أو بحيرة... بحيرة بمائة دولار؟ 

الماء ينزل كعجلة

الماء عجلةٌ تدور

لا أحد يملكه... لا أحد..

●●●

 أتستطيع أن تبيعني الأرضَ، الليلة العميقة الجذور

أسنان ديناصورات. والكلسَ المتناثر على الهياكل البعيدة؟

 أتستطيع أن تبيعني الأدغال المدفونة، والتي قد تكون ميتة، قطعاً من الأحجار

كبريت البراكين التي صعدت منذ ملايين السنين

بشكل حلزوني؟؟

أتستطيع أن تبيعني أرضاً؟... أتستطيع؟؟

أرضكَ أرضي

كلُّ الأقدام تدوسها

لا أحد يملكها

لا أحد..

■ ترجمة: بسام رجا