ربّما! فلسطين الأطفال
طلبتُ إلى تلاميذ الصف السادس (بوصفي مدرساً في الصباح، وصحافياً في وقت الفراغ) كتابة هواجسهم وأفكارهم ومشاعرهم في الذكرى الستين للنكبة. فكانت الحصيلة غنية للغاية بنصوص حقيقية كتبها الأطفال متأثرين بمأساة «الشعب العربي» حسب تعبير أحدهم. كما أن الكتابات لم تخل من تعثرات طفولية بريئة كقول أحدهم «نحتفل بالذكرى الستين للنكبة»، أو قول آخر وهو يعدد البلدان العربية المحتلة كلياً أو جزئياً «وأيضاً دولة السودان الشقيق». لكن الأطفال جميعاً كانوا يؤكدون على واجبهم في تحرير فلسطين لتعود لأهلها حرة. كذلك حفلت قواميسهم بالسخرية من بوش ورايس وشارون وأولمرت، حيث قاموا برسمهم على هيئات الحيوانات وكتبوا تعليقاتٍ عليها: «حلَّلوا دم شارون ووجدوه دم خنزير»، «كونداليزا رايس كلبة بوش». بعض التلاميذ ألفوا ما يشبه الشعارات: «سنرفع راية فلسطين فوق السماء، وراية سورية فوق هضبة الجولان». التلميذ الكوري كيم هيونغ أو كتب التالي:«إنني أشعر بالحزن الشديد على أطفال فلسطين، وأشفق عليهم، ولكنني أشعر بغضب في الوقت نفسه من إسرائيل التي احتلت فلسطين، وأخرجت سكانها الأصليين.. وأشعر بالغضب من الدول الأخرى التي تراقب ولا تفعل شيئاً». النص الأكثر إثارة كان من تأليف شاعرة المدرسة التلميذة الموهوبة راما السيد المصري، وهنا أنقل ما كتبته حرفياً مع تصحيح الأخطاء اللغوية فقط:«في هذه اللحظة، في هذه الدقيقة، أشعر أن قدمي تريدان الذهاب إلى فلسطين أمي. أشعر أن عيني الشاسعتين تنظران باحتقار إلى إيهود أولمرت، وتنظران إلى فلسطين نظرة التحرر. أشعر أن قدمي خرجتا خارج مدرستي وسلكتا طريق فلسطين. أشعر أن يديَ حملتا السلاح. أشعر أن فمي قال: ابتعدوا أيها الجبناء عن أمي العربية، عن فلسطين بهجة فؤادي».
هذا بعض من كثير كتبه الأطفال بحزن وأسى، ولأن لهم فلسطينهم التي يشتهون ارتأيتُ أن تكون هذه الزاوية تحيتهم لفلسطين.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.