مختارات ذات العينين البنفسجيتين
في 25 شباط من عام 1871، هرب رامبو من شارلفيل للمرة الرابعة، كان بلغ السابعة عشرة من عمره، لكنه كان لا يزال في مظهر التلميذ الشرير المهمل غير أن سمات وجهه قد ازدادت قوة تحدياً، رفّت في عينيه الزرقاوين هموم بريئة، وأصبحت خطاه أكثر هدوءاً واتزاناً وكانت تصحبه في هذه المرة فتاة نحيلة سمراء، لا يعرف عنها أحدٌ شيئاً، ولم يكن لديهما من المال ما يكفي أجرة القطار،
فباع رامبو ساعته في المدينة ثم ركب القطار مع فتاته المجهولة إلى باريس. ويروي «ديلاهاي» أن الهاربَين وصلا إلى باريس وهما في أشد حالات التعب والجوع ولم يكن لديهما مال يكفي لأن ينزلا في فندق، فقضيا الليل على مقعد عريض في أحد الأرصفة. وعند الصباح أفاقت الفتاة باكية وطلبت من رامبو أن يعطيها ثمن بطاقة في قطار الشمال قائلة إن لها أقارب في إحدى ضواحي باريس، تستطيع الالتجاء إليهم، وعندما سافرت جلس رامبو في طرف المقعد واستغرق في البكاء.
صدقي اسماعيل
(رامبو.. قصة شاعر متشرّد)