صخب في ندوة السينمائيين السوريين محاولات إسعافية لمريض مزمن

استمرت جلسات الندوة التي دعت إليها وزارة الثقافة على مدار يومين، صباحاً ومساءً، في القاعة الشامية بالمتحف الوطني بين 14 ـ 15/1/2007 تحت عنوان «واقع السينما السورية وآفاق تطويرها»، بالتعاون مع المؤسسة العامة للسينما التي قامت بدورها بدعوة معظم المخرجين السوريين «ما عدا الحردانين» نتيجة العلاقة السيئة مع المؤسسة وخاصة في الفترة الأخيرة بالإضافة إلى دعوة أصحاب الصالات في القطاعين العام والخاص وبعض المنتجين وأصحاب الصالات في سورية والوطن العربي.

بدأت فعاليات الندوة بكلمة الافتتاح التي ألقاها وزير الثقافة الدكتور رياض نعسان آغا خارج إطار الرسمية «وباللهجة العامية»، معتبراً نفسه ناقداً وليس مخاطباً من أجل تطوير السينما السورية والعمل قدر الإمكان على تلافي الأخطاء، ولكن حسب المستطاع، وبالتعاون مع جميع أصحاب الشأن، وبعدها تم توزيع مشروع ورقة العمل المطروحة للنقاش حول الهدف من الندوة وواقع السينما السورية وآفاق تطويرها، موزعة على خمسة محاور رئيسية. 

ملص مخرج هاوٍ

وكان مدير المؤسسة العامة للسينما محمد الأحمد قد أعلن في بداية حديثه أن هناك ستة أفلام سورية ستشارك في دورة المهرجان لهذه السنة وهي «حسيبة» و«المستحيلة» و«دمشق يا بسمة الحزن»و«أيام الضجر» و«سبع دقائق إلى منتصف الليل» و«هوى». وتحدث الأحمد عن المشاكل التي تعانيها مؤسسة السينما، وقال إننا مازلنا الدولة الوحيدة التي تشرف على صناعة وإنتاج الأفلام، لذلك لا بد من إنشاء ورش للدراسة والعمل، وتناول الأحمد خلال حديثه بعض المخرجين «الزعلانين» وخص بالذكر المخرج محمد ملص الذي قال عنه أنه يشتمنا كل يوم ولم يعد يعمل مع المؤسسة العامة للسينما نهائياً، وانتقد الأحمد فيلمه الأخير، ووصفه بالمخرج الهاوي، مركزاً على أن المؤسسة العامة للسينما يجب أن تبقى، لأنها مشروع نضالي وإنساني من كل النواحي، وصرح بأنه منذ استلامه المديرية اشترى معدات وأدوات للسينما توازي حوالي مليار ليرة، إلا أنه مع ذلك انتقد الميزانية العامة المخصصة للمؤسسة، والمسؤولون عن ذلك يتعاملون معه كما يتعاملون مع مؤسسة الأعلاف على حد قوله مشبهاً ذلك بالمنطق الأعوج.

وانتقد المخرج ريمون بطرس القطاع الخاص في سورية الذي لم يقم بإنتاج أي فيلم، أو تحديث وترميم أية صالة. 

تخبيص بتخبيص

المخرج سمير ذكرى ركز على غياب السينما عن سورية، وليس غياب السينما السورية، معلقاً السبب على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها الشعب السوري كما أن الدولة لم تدق مسماراً واحداً لصيانة أية صالة بعد قرار تأميم السينما، وأرجع عزوف الجمهور إلى أن أسعار البطاقات ليست بمستوى دخل المواطن، والحالة المعيشية للمواطن السوري التي وصلت إلى الحضيض، وطالب بتخفيض أسعار بطاقات دخول جميع الصالات إلى النصف حتى تتاح لجميع الناس التمتع بالسينما. وانتقد ذكرى في ختام مداخلته كلمة وزير الثقافة والتي قال عنها أنها «تخبيص بتخبيص» وقال إننا نخرج لكم أفلاماً فأعطونا صالات مثل البشر.

أما عماد الرفاعي، رئيس لجنة صناعة السينما والتلفزيون، فقد وضع أهم العوائق أمام الإنتاج في القطاع العام وشملها أولاً بالعمل الروتيني الذي تعيشه معظم قطاعاتنا، والثاني الاعتراف الصريح بعدم وجود صالات سينما لدينا، والعامل العائق الثالث الميزانية التي تأتي بحدود 30 ـ 40 مليون ليرة فقط لا تكفي لإنتاج شيء يذكر، ثم تحدث عن دور وزارة الثقافة في موضوع «القرصنة» وخاصة التي تباع في الشارع دون أي ردع قانوني أو اعتراف بها أو أي اهتمام من الرقابة. 

احذروا الوليد بن طلال

وفي محور الإنتاج السينمائي تحدث ممدوح الليثي المنتج المصري المعروف عن دور القنوات الفضائية في السيطرة على صناعة السينما المصرية وخاصة قناتي «روتانا ـ ART»، مما أدى إلى غياب المنتج عن عملية الإنتاج، منبهاً إلى خطورة تنحي الدولة عن الصناعة السينمائية كما حصل في مصر، وأكد الليثي بأن المأساة القادمة هي صناعة السينما التي بدأت في مصر تحت سيطرة رجلين فقط هما الأمير وليد بن طلال والشيخ صلاح، وقال إن الحل هو في إنشاء كيان مصري قوي يمتلك مئات الملايين هنا يستطيع إعادة دوره الذي خسره حتى بالتلفزيون، لأن المسلسلات المصرية أصبحت تباع لحساب تلفزيون «دبي ـ أبو ظبي» والبساط تحت يدهم ووجه حديثه في النهاية إلى كل المخرجين والمنتجين والمؤلفين بالقول إذا ضعفتم أنتم كسوريين فإن الغيلان ستأكل من لحمكم وتشرب من دمكم وطلب منهم بتوجيه رسالة إلى السيد رئيس الجمهورية لخطورة هذا الموضوع مستقبلاً.

وكان للمخرجين الشباب حضور دائم في كل المحاور مثلاًَ نضال حسن وجود سعيد اللذين أكدا على انتهازية القطاع الخاص، وضرورة فتح الباب أمام المخرجين الشباب. 

طموحات ولكن..

وفي ختام الجلسات قدمت اللجنة التحضيرية لمؤتمر السينمائيين السوريين الذي سيعقد لاحقاً أوراق العمل المقترحة مع التركيز على ثلاثة مواضيع رئيسية. وهي واقع المؤسسة العامة للسينما وآفاق تطورها، وواقع القطاع الخاص السينمائي وسبل تشجيعه على الإنتاج، وثالثاً إحداث المجلس الوطني للسينما.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

آخر تعديل على الأحد, 04 أيلول/سبتمبر 2016 13:14