زمن الخيول البيضاء.. تلفزيونيَّاً
كشف محمد زعيتر المدير التنفيذي لشركة طارق زعيتر وشركاه في الأردن والتي سبق لها أن أنتجت باب الحارة بجزأيه الأول والثاني وعدداً آخر من الأعمال التلفزيونية، إلى المفاوضات مع الروائي إبراهيم نصر الله حول إنتاج روايته الأخيرة «زمن الخيول البيضاء» في عمل تلفزيوني، قد وصلت مراحلها الأخيرة، حيث سيتم خلال الأيام القليلة القادمة إتمام التوقيع رسمياً على عقود إنتاج العمل ليكون ضمن إنتاجات شركة زعيتر في العام 2009، وذلك في مؤتمر صحفي سيعقد في مقر الشركة يحضره عدد من الصحافيين والروائيين الأردنيين والمهتمين في مجال الإنتاج التلفزيوني والروائي.
حيث أشار محمد زعيتر بأن هذه الرواية التي ترصد جزءاً هاماً من تاريخ الشعب الفلسطيني السابق للاحتلال البريطاني والصهيوني، تشكل واحدة من أهم الروايات التي عالجت الواقع الفلسطيني في ثلاث حقب زمنية «العثمانية، البريطانية، الإسرائيلية» وتعاملت مع الجوانب الإنسانية في هذه القضية التي صبغها الدم بوصفها قضية إنسانية خالصة، وبرؤية تُظهر تفاصيل الحياة الفلسطينية بكل عاداتها وتقاليدها وتراثها وروح الإنسان الفلسطيني النبيلة.
مضيفاً: أن عبارة «أنا لا أقاتل كي أنتصر بل كي لا يضيع حقي» التي يختزل فيها نصر الله روايته، تضيء ذروة الفعل الإنساني في هذه الرواية التي تشكل أيضاً فيها الخيول ولأول مرة في عمل درامي لغة الصورة، وتحرك هواجس الرؤية الفنية لما تحمله من إسقاطات تدلل على قيمتها ومكانتها في الثقافة العربية والإسلامية.
وهذا ما أكده أيضاً الروائي والشاعر إبراهيم نصر الله بالإشارة إلى أن تحويل «زمن الخيول البيضاء» إلى عمل تلفزيوني يعني الكثير له، ليس ككاتب للرواية فقط، بل كمشاهد متطلع لرؤية أعمال نوعية. مضيفاً: إلى أن وجود هذه الرواية بين يدي منتج كبير ذي خبرة واسعة وحساسية بالغة في تعامله مع ما ينتجه، ووجودها بين يدي فنانين كبار، يجعلني على يقين بأن هذا النوعي المختلف سيتحقق بصورة مبهرة.
وحول الرسالة التي سيحملها العمل يقول نصر الله: أعرف أن الإمكانيات الكبيرة التي ستؤمن لهذا العمل ستكون غير عادية، وغير محدودة، لأننا مؤمنون بضرورة تقديم عمل يليق بالقضية الفلسطينية وتاريخها العظيم المليء بالتضحيات، وهو بهذا رسالة إنسانية وطنية، كما أننا مؤمنون بأن المستوى الفني سيكون في أبهى صوره وسط أجواء المنافسة الحارة التي يعيشها الإنتاج التلفزيوني في هذه السنوات.
لقد عبر لي كثير من القراء في الأردن وفلسطين والعالم العربي عن أمنيتهم في تحويل هذه الرواية إلى مسلسل تلفزيوني، وأنا واثق بأنهم سيشاهدون مسلسلا استثنائياً.
وفي السياق ذاته يدرس المنتج «زعيتر» عدة خيارات للتعامل مع هذا العمل الدرامي الجديد من حيث توفير الإمكانيات الضخمة، وترشيح الممثلين، واختيار المخرج الأنسب رغم إشارته إلى أن هنالك عدداً من الأسماء المطروحة والتي سيتم التفاوض معها ولكن بعد الانتهاء من التحضير للعمل واختيار السيناريست الذي سيكتب العمل في 30 حلقة تلفزيونية ليكون أحد عروض رمضان 2009 القادم على الشاشات العربية.
ويذكر كذلك أن رواية «زمن الخيول البيضاء» الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت 2007، تتناول القضية الفلسطينية من جانب لم يسبق أن ذهب إليه أحد قبله بهذا العمق والشمول، يضيف بها نصرالله العمود الفقري الأساسي لمشروعه الروائي الكبير «الملهاة الفلسطينية» والذي كان قد بدأ الإعداد له منذ عام 1985، لتأتي هذه الرواية بعد 22 عاماً من الإعداد لها، ليتوج بها نصر الله مشروعه، الذي صدرت منه خمس روايات قبلها، هي: طفل الممحاة، طيور الحذر، زيتون الشوارع، أعراس آمنة، تحت شمس الضحى، محاولاً فيها تدوين 125 سنة من تاريخ الشعب الفلسطيني.
تبدأ أحداث الرواية في الربع الأخير من القرن التاسع عشر وصولاً لعام النكبة، محاورة المفاصل الكبرى لهذه الفترة الزمنية الصاخبة بالأحداث بالغة التعدد، والصراع المرّ بين الفلاحين الفلسطينيين من جهة وزعامات الإقطاع في هذا الريف الفلسطيني والمدينة والأتراك والإنجليز والمهاجرين اليهود.