ربّما! شهقة فهد بلان
ليس هناك من جملة تليق بفهد بلان إلا العبارة التي علّق بها نابليون بونابرت حين التقى الشاعر غوته: «ها هو رجل!».
ربما كان فهد بلان الوحيد الذي أعطى للرجولة، من حيث لا يدري، معنى فنيّاً، حين قدمها ببراءة ريفية بمنتهى الطرافة، وحيلته الوحيدة شهقته الحادة بين جملةٍ وأخرى.
وإذا كانت تلك الشهقة القوية تحولت إلى نكتة في الأوساط السورية، فهي السرد السري لسيرة حافلة، بحيث تتعذر رواية تلك الحياة دونها، ولكم أن تجربوا صناعة مسلسل عنه، لتعرفوا أنها حماقة كبيرة، فتلك الشهقة غير صالحة لغير تلك الحنجرة.
في الحقيقة، هكذا حيوات لا تروى إلا بالأنفاس والدم.
صناعة السلطنة الحلبية
لا يعنيني من أمر صباح فخري أنه واحد من أكبر الفنانين العرب، ولا أنه دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية، كما لا يعنيني أنه وثّق فن الموشحات في مسلسل «نغمات الأمس»، ولستُ ممن يطربون لـ«مالك ياحلوة مالك»، ولا لـ«هات كاس الراح»، ولا لأيّ شيء آخر مما يغنيه، مع أنني تقريباً أحفظه غيباً.
صباح فخري، بالنسبة لي، هو ذلك الرجل الثقيل_ من ثقل الرزانة لا سواها_ الذي يرفس الوقار، ويرقص رقصة «السنبلة»، ذهاباً وإياباً، على المنصة، ويداه مفرودتان كجناحين، إشارةً إلى تحليقه... ما أحبه فيه أنه يسلطن فيرقص، ويرقص فنُسَلْطن.
مدمنة حياتها
الصبوحة تقاوم موتها بشتى الطرق والوسائل، ما أمكن منها وما كان في عداد المستحيل.
هي لا تترك تجربة في مجال التجميل إلا وتخوضها، كما لا تتوانى عن مشاركة الفنانين الشباب في أغانيها، علّها تستطيع سرقة ذلك البريق الذي تعرف تمام المعرفة أنه غادرها، ولم يعد لها. تتزوج الأصغر منها بعقود، ولا يرضى شيطان الفتوة القابع في أعماقها. لا تدع فرصة للظهور على منبر إعلامي إلا وترحب بها، بل إنها باتت تطلق فضائحها بنفسها، لتؤكد للجميع أنها ما تزال حاضرة، وقيد التداول، وليس من السهولة أن تطوى صفحتها.
الصبوحة، باختصار، تريد البقاء حيّةً، وحية في قاموسها تعني جميلة وفتية ومعافاة ونجمة لكل الأجيال. لكل هذه الأسباب تستحق التقدير والتحية، فمن فينا دافع عن وجوده بهذه الضراوة؟
ولكن، هل حدث وفكرتْ، أو فكرنا أيضاً، بأنها حين تموت، لن تموت إلا بسبب هذه الجرعة الزائدة من أفيون الحياة؟
■ رائد وحش
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.