ربما!: تداعيات
(1)
ولا بدّ من صبرا جديدة، وقانا مستمرّة كي يتذكّر العرب أنّهم شعبٌ لا يساوي شيئاً في حسابات الشّعوب.
(2)
إذا كنّا متفقين على أنّ المجازر هي تاريخ هذا الشّعب، والقتل ذاكرة أرضه، يمكننا تحقيب أجياله على هذا النّحو: جيل ما قبل المجزرة، وجيل ما بعد المجزرة، أو جيل ما بين مجزرتين..
التحقيب الآخر لتاريخ فلسطين موثّق بدماء أبنائها..
(3)
بعيداً عن صحف «K.S.A»، وأبواقها الموضوعيّة جدّاً، المفلترة والمعقمّة، التي وضعها تطوّر الأحداث في مأزق ضمير حقيقيّ، وكذلك بعيداً عن الكتابات الحماسيّة التي تبشّر بانتصار الدّم على الرصاص.. ثمّة لفتّة بالغة الأهمية، تستحق التّحية والتقدير وهي الملصق الذي راحت وزّعته جريدة «الأخبار» اللبنانيّة مع أعدادها، فمن صورة طفل يبكي وإلى جواره عبارة «أنا بخير.. طمنوني عنكم»، إلى صورة أطفال جرحى كُتب إلى جوارهم: «نحن في مستشفى.. أين أنتم؟؟»..
(4)
معركة أخرى تدور رحاها على الشبكة العنكبوتية، معركة حامية الوطيس يديرها شباب من غرف عمليّات متفرقة، والنتائج الباهرة حتّى الآن تدمير عشرات المواقع الإسرائيلية.. مرحى لقراصنة الإنترنيت «الهاكرز».
الإذاعة الإسرائيلية أعلنت أن القراصنة اخترقوا مواقع صحيفتي «يديعوت أحرونوت» و «معاريف»، وكذلك موقع بنك «ديسكونت». القراصنة يدمرون مواقع العدو ثم يرفعون على أنقاضها صوراً لضحايا العدوان المتواصل على غزة.
(5)
المكسب الكبير كان لتامر حسني، وأشباهه، فهذا الفتى قدّم أغنية عن الحدث، وأمّن لنفسه صورة المغنّي الملتحم بالقضية، ومنها (وكما نقول في العامية: دبّر حالو)، بينما تخلو ساحات التضامن من خالد الهبر وسامي حواط وسميح شقير.. هؤلاء الذين غنّوها قبل اليوم بوصفها الأمل، لا كمُعزّين.
(6)
حري بهذا الدم المهراق صنع أفق جديد، وحري بنا أن ننهض.. أليس الدم فاتورة في النهاية؟ دم غزّة في القريب القريب مفتاح غد أفضل ممّا يبشّر به مخاتير الاحتلال في ما يسمّى بالسلطة «الوطنيّة؟».. وإلاّ فإنّنا حقّاً لا نستحقّ الحياة..
■ رائد وحش
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.