■ محمد سعيد ■ محمد سعيد

غزة خيمتنا الأخيرة

• لليوم الــ(...) من العدوان الهمجي على غزة، وبعد سقوط أكثر من ( 1000 شهيد ) وآلاف الجرحى، وبعد تدمير البيوت والمســاجد والمدارس والأشــجار، وبعد كل القنابل والصواريخ المحرمة التي ســقطت على الأرض.. غزة ما زالت تقاوم برجالها ونسائها وشيوخها وأطفالها وأشجارها، تقاوم بكل ما تملك من عزيمة وصبر، وتقاوم بكل ما تملك من حبٍ للحياة، وكلُّ من فيها يصرخ عالياً: نموت بشرف.. أو ننتصر.

• يحلم أطفال غزة في الليل بهدايا العيد ليصحوا على صوت طائرات الأباتشي وإف- 16/ طفلة نامت بحضن والدتها وفي الصباح وجدت نفســها في ثلاجة الموتى/ طفلة أخرى كانت تحلم أن تصبح طبيبة في المستقبل ولكنها أصبحت الآن شــهيدة/ طفلٌ ذهب إلى المدرســة ولم يعد.. ذهبوا يبحثون عنه فلم يجدوا المدرسة/ طفلٌ آخر كان يلعب بطائرة ورقية، طارت الطائرة عالياً وعادت لتقصفه بصواريخها/ كل أطفال غزة يموتون على الهواء مباشرة/ والعالم المتحضر يراقب الضحايا على شــاشــة التلفاز وهو يشــرب نخب السـنة الجديدة/ يشـعر بألمٍ خفيف في الذاكرة أو الخاصرة/ يأخذ حبة أسبرين/ ثم يذهب إلى النوم.    

• الملوك يحاصرون غزة/ الملوك يقطعون عنها الدواء والهواء/ الملوك ينددون ويســتنكرون بشدة مجزرة غزة/ الملوك يتبرعون بالدم لأطفال غزة/ الملوك يتشاورون فيما بينهم حول عدوان غزة/ الملوك يطالبون غزة بضبط النفس/ الملوك يدعون لعقد قمة طارئة/ بعض الملوك يرفضون حضور القمة لأنها ليست على مزاجهم / و«الملوك إذا عقدوا قمة أفســدوها»/ والملوك خيبتنا/ وغزة خيمتنا الأخيرة.

• «شــافيز» يطرد السفير الإسرائيلي/ هيفاء وهبي تؤجل حفل زفافها حداداً على غزة وتبحث عن أغنية وطنية/ نجمات هوليود يقاطعن شــركة يهودية تدعم الانتهاك الإسرائيلي في فلسطين/ حاخام يهودي يحرق جواز سفره الإسرائيلي احتجاجاً على حرب غزة/ البريطانيون يضربون مقر حكومتهم بالأحذية احتجاجاً/ الأتراك يطردون فريقاً إسرائيلياً ويوقفون مباراته ورئيس حكومتهم أردوغان يرفض الرد على اتصال من أولمرت احتجاجاً على العدوان/ تظاهرات الغضب تعم مدن العالم وأنظمة الذل والعار مشــغولة بحماية كراســيها المتعفنة ومصالحها الضيقة وحماية ســفارة إســرائيل من غضب المتظاهرين. 

• في كل لحظة يولد شـهيد على أرض غزة، وفي كل لحظة تســقط قذيفة على بيت أو مدرسة أو جامع لتحرقه وتدمره، إنها لحظات الموت والرعب، إنه الموت يتجول في شــوارع غزة، يخطف الرجال والنســاء والأحلام، يســرق ثوب العروس في يوم زفافها وضحكات الصغار، إنه الجحيم يحاصر أهل غزة، إنها غزة في قلب الجحيم تقاوم، وغزة «ســتســتمر في الانفجار، لا هو موت ولا هو انتحار، ولكنه أسلوب غزة في إعلان جدارتها بالحياة».

آخر تعديل على الجمعة, 05 آب/أغسطس 2016 11:41