عائلة (الحكيم) تحتج على قناة الجزيرة
نشرت جريدة القدس العربي، في عددها الصادر يوم الثلاثاء 17/2/2009، رسالةً من هيلدا حبش زوجة الزعيم الفلسطيني جورج حبش (الحكيم)، ومن ابنتيه ميساء ولما حبش، وقد تضمنت الرسالة اعتراضاً شديد اللهجة على الفيلم الوثائقي الذي بثته قناة الجزيرة القطرية حول حياة المناضل الكبير، وذلك للأسباب التالية:
- افتقاد الفيلم للعمق بشكل كبير، حيث لم يقف أمام عدد من المحطات الأساسية في تاريخ جورج حبش، بما في ذلك تجاهل دوره كمؤسس لحركة القوميين العرب، ثم للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. ورأت العائلة أن ذلك يعود لانعدام الخبرة لدى مخرج العمل بهذا النوع من الأعمال.
- تغييب العديد من الشخصيات التي كان باستطاعتها أن تضيء جوانب هامة في شخصية الحكيم ومسيرته النضالية، بل أكثر من ذلك اختار المخرج شخصية لا تستحق الظهور في فيلم وثائقي لتتحدث عن الحكيم ومسيرته النضالية!!
- غياب البعد الإنساني في شخصية جورج حبش عن البرنامج، والدور الذي لعبته عائلته في حياته، بما في ذلك دورها النضالي على امتداد عقود من العيش في المنافي والشتات، وعدم الاستقرار، والظروف الأمنية القاهرة، والخطر الدائم الذي تعرضت له.
- قول المخرج في المقدمة: بأن الذين شاركوا في جنازة جورج حبش كانوا بضع مئات، وليسوا من الكادحين، وهذا الزعم ينافي الواقع والحقيقة تماماً، فالذين خرجوا في الجنازة كانوا بضعة آلاف. كما زحفت المخيمات الفلسطينية للمشاركة، ليس فقط في الأردن، ولكن أيضاً في فلسطين، حيث خرج الآلاف إلى الشوارع لحظة إعلان الوفاة، عدا مجالس العزاء التي شارك فيها عشرات الآلاف حول العالم.
- رأت العائلة أن موضوع تبني الماركسية وانشقاق الجبهة الديمقراطية عن الجبهة الشعبية، موضوع شائك وإشكالي، لا يستطيع فيلم وثائقي عام وقصير كهذا تناوله بالعمق والدقة اللازمين للأمانة التاريخية.
ونوهت العائلة بأنها قد أرسلت إلى قناة الجزيرة، وإلى مديرها العام وضاح خنفر، العديد من الرسائل لتحذِّر من هذا العمل غير المدروس، ولكن القناة لم تكترث بجميع تلك الرسائل، ولم تحترم رأي أو حق العائلة بالاطلاع على العمل قبل العرض.
إن هذه الرسالة الهامة توضح بشكل عام التضليل الكبير الذي تمارسه العديد من وسائل الإعلام على وعي الشعوب العربية، التي باتت البرامج الوثائقية التي تبثها الفضائيات الإخبارية من أهم مصادر ثقافتها، كما أنها تبيِّن الأسلوب الغريب والمغرض الذي تقدم به قناة الجزيرة التاريخ المعاصر للمنطقة، وتاريخ اليسار العربي بشكل خاص، و هو الأسلوب الذي يقوم أساسا على تهميش دور اليسار وتشويه صورته، ولا نعتقد أن سبب السقطات الكبيرة التي حواها الفيلم الوثائقي يعود إلى عدم براعة المخرج أو قلة خبرته، بقدر ما يرجع إلى سياسة واضحة المعالم تتبعها إدارة القناة بشكل واع ومنظم.