رائد وحش رائد وحش

ربما! اقتصاد الدراما

باتت الصحافة تتحدّث هذه الأيام عن وصول آثار «الأزمة الاقتصادية العالمية» إلى الدراما السورية، فقد تدنى مستوى الإنتاج إلى نسبة تقل عن نصف حجم إنتاج الموسم الماضي، ناهيك عن أن الأعمال الجاري تصويرها حالياً تعاني من صعوبات مالية جمّة.

عموماً ستكون المرحلة القادمة عصيبة على هذا القطاع الاقتصادي نظراً لكون الدراميين السوريين قد قبلوا لصناعتهم أن تكون نُهباً للارتهان، منذ ارتضوا سيادة المموّل الخليجيّ، لا على الصعيد المالي وحسب، بل حتى على الصعيد الفنيّ، كما أن هذا الارتباط غير المدروس جعل الارتهان الكامل إلى مرتهنين في أسواق البورصة المتداعية ذا مفاعيل في غاية الخطورة، خصوصاً حين وصلت أمواج تسونامي «وول ستريت» إلى شواطئ إخوتنا «طوال العمر».

مشاكل الدراما السورية تحتاج بحثاً كاملاً، وعلى وجه الخصوص الجانب الاقتصادي منها، فهي لم تحصن نفسها برأسمال وطني، ولا بمحطات فضائية سورية، وعمليات الإنتاج الكثيفة التي شهدتها الفترات الماضية ظلت تراوح، في غالبيتها، ضمن حيز المقاولة، أو ما يسمى، كنوع من التحسين، بـ«الإنتاج التنفيذي». ولأن الدراما من أشكال الإنتاج المادي الجديدة،  وتشكّل أحد أهم موارد العملة الصعبة، مما يجعلها مكوناً هاماً في الإنتاج الوطني ككلّ، تحتاج الوصول إلى حلول جذرية (من قوانين وتشريعات وتمويل وعمليات تسويق... إلخ)، وعدم الاكتفاء بالأمور الإسعافية السريعة والعاجلة فقط، لأن القادم أخطر مما قد يخطر في بال.. ما تحتاجه الدراما السورية إيجاد أشكال ملموسة لحمايتها، لا انتظار فرج ما.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.