جهاد أسعد محمد جهاد أسعد محمد

المُقبِّحات أنفسَهنّ..

«أنا الموقع أعلاه، أدعو نقابة الفنانين في سورية إلى إصدار قرار حازم وحاسم بطرد أية ممثلة من النقابة إذا ثبت إجراؤها لأية جراحة تجميلية بعد ظهورها الأول على شاشة التلفاز، والإيعاز لجميع المخرجين والمنتجين بمنع تشغيل هؤلاء أو إشراكهن بأي عمل درامي تحت طائلة الغرامات المالية الكبيرة والتهديد بالفصل.. كما أدعو وزارة الإعلام والمؤسسات التابعة لها أو الخاضعة لإشرافها من محطات فضائية وأرضية وصحف ومجلات إلى مقاطعة الأعمال الدرامية المخالفة، ومنع استضافة أو محاورة أية ممثلة «مستجملة» في استوديوهاتها أو على صفحاتها تحت طائلة الحجب أو الإغلاق..

 

كما أطالب وزارة الصحة أن تبادر إلى إغلاق جميع العيادات والمشافي والمراكز الصحية الخاصة التي يقوم «حرفيّوها» غير المهرة بتشويه وجوه الممثلات السوريات، وتجريدها من الملامح الإنسانية، وإحالة هؤلاء الخبثاء غير المحترفين إلى القضاء لإنزال أشد العقوبات بهم لممارستهم عملاً لا يفقهون به شيئاً!.

وأهيب بالجهات سابقة الذكر، أن تفرض على كل ممثلة، وخاصة أولئك اللواتي  تجاوزن الخامسة والأربعين، مراجعة أخصائي نفسي، والأفضل مراجعة مشفى ابن سينا، مرة واحدة في السنة على الأقل، للتيقّن الدوري من سلامتهن العقلية وصحتهن النفسية، وأنهن لا يشكلن خطراً على وجوههن التي لم تعد ملكهن بعيد ظهورهن الأول على الشاشة الفضية».

فمع كل موسم «درامضاني» تذهلنا «فاتنات» الشاشة وقد أصبحن منمّطات متشابهات إلى حد التطابق: أنوفاً وشفاهاً وخدوداً، حتى يكاد لا يستطيع المشاهد أن يفرّق بين واحدة وأخرى.. نُفاجأ بـ«نجمات» الدراما السورية المخضرمات، صبايا الأمس، وقد أمسين مسوخاً لإطلالاتهن السابقة.. تباغتنا وجوههن المتشابهة بقبحها وقد صارت بلا ملامح، بلا قدرة على التعبير، الحزن والفرح والقلق والغضب والخوف والانشراح والتفاجؤ والذهول والألم... كل هذه المشاعر المتفاوتة والمتناقضة بمنزلة واحدة على مسامات اصطناعية لم يعد فيها ما يمكن إدارته إبداعياً أو السيطرة عليه.. الشفاه المنفوخة ذاتها، والعيون المطفأة ذاتها، والخدود المرفوعة ذاتها، والأفواه المحدودبة ذاتها، والبشرة اللامعة الممسوحة كالبلاستيك ذاتها، لا تضاريس، ولا أخاديد، ولا قسمات، ولا عضلات متوثبة ومتوترة.. حتى ليشعر المرء أن الممثلة تضحك بصعوبة وتبكي بصعوبة وتتكلم كأنها تتلقى السياط بانتظار انتهائها من أداء المشهد!!

كيف يمكن لامرأة مبدعة أن تقبّح نفسها إلى هذا الحد؟ كيف بإمكانها أن تنظر إلى نفسها في المرآة بعد أن طمست ذاتها وصورتها؟ كيف يمكن لإنسان أن يمحو تاريخه من وجهه بهذا الشكل اللا إنساني؟!

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

آخر تعديل على الإثنين, 25 تموز/يوليو 2016 13:49