حاوره: نبيل محمد حاوره: نبيل محمد

فادي صبيح: «سلنغو» يشبهني في الطيبة والبساطة

عندما يحمل الفنان صفة إشكالية ما خلال تجربته الفنية فإن هذه الصفة تضعه في مقدمة النجوم على الرغم من أن أدواره بسيطة وقليلة إلا أن هذه البساطة والقلة قد تولد نموذجاً فنياً فريداً يضاهي فيها الفنان الذي ما زال في الظل كثيراً من فناني المانشيتات العريضة.. هكذا هو فادي صبيح.

 

• أحاول أن أنظر إليك فلا أجدك إلا فناناً كوميدياً، وأنتظر منك أن تلقي النكتة عليّ لماذا؟

الكوميديا من أصعب النماذج الأدائية فمن الصعب أن تقدم دوراً وتظهر في عيون الناس مضحكاً أو في عين مثل عين الليث حجو الذي إذا لم يعجبه أداؤك يشعرك فوراً بذلك مما يدمرك ويشعرك بأنك «غلييييييييييظ»، فالهضمنة من أصعب المواقف الفنية.

ثقافة الناس عن حالة التمثيل إلغائية، فالجمهور قاس جداً معك ولديه ذاكرة انتقائية قاتلة، حيث ينسى الناس كل تاريخك، فأنا قدمت دوراً في ملوك الطوائف شهد الجميع عليه وحتى المخرج حاتم علي الذي قليلاً ما يبدي إعجابه بممثل، لكن مع ذلك ذاكرة الناس لا تؤرخ، نحن نتذكر الأحدث بحكم أن ذاكرة التلفزيون استهلاكية وهذا ما يميز السينما عنه.

• كم أنت سلنغو؟

يشبهني قليلاً في جانب الطيبة والبساطة... البساطة كل شيء في حياتي.. في الانتماء والقرية وكل تفاصيل الريف جزء مني.

• تلمح إلى السينما كثيراً كيف تجدها وأنت في أوج عملك في التلفزيون؟

عملت مع جود سعيد في فيلم «مرة أخرى» مشهدين فقط، وعندما حضرت الفيلم في الصالة ضحك الجمهور لكلمة أقولها في الفيلم، فاللحظة ذاتية وانتبه لها الجمهور.. هنالك نقلات في السينما ترسخ في ذاكرة الجمهور، أما في التلفزيون فلا أحد ينتبه لهذه الحركات، التلفزيون يحقق لك كل شيء أناني عندك من الشهرة إلى الانتشار إلى الراحة المادية ويرضي كل هذا الغرور وهو في النهاية فن وبصمة تقوم أنت بصناعتها، لكن هذه البصمة عمرها سنة أو أكثر بقليل.. ليس لدي تجربة سينمائية مهمة جداً فقد شاركت في «الليل الطويل» مع حاتم علي و«مرة أخرى» مع جود سعيد ولكن تذوقت طعم السينما، فعندما تقضي 12 ساعة في لوكيشن السينما وحصيلتها لقطتين فقط تخرج من اللوكيشن وتحس بأنك قدمت عملاً عظيماً أما في لوكيشن التلفزيون فإن لم تقدم 15 مشهداً، تخرج غير مسرور ودون إنجاز.

• دعنا نصف الدراما السورية في حلتها الراهنة بدقة؟

لنتحدث عن الظواهر والسمات العامة... فالظاهرة التي تحدث عنها الجميع مثل «باب الحارة» أو المسلسل البيئي.. لاقت هجوماً من الجميع من وجهة نظر أن هذه القيم والمثل تسيء للمرأة مثلاً.. الجميع تعاطى مع هذه الحالة على أنها حالة تردّ فكري، ورفضوا أن يكون تاريخنا على هذه الحلة، لكن باب الحارة اجتاح الحالة الدرامية ويجب أن نعترف بذلك.. الخطأ الكبير الذي كرسه الجميع هو أنهم لم يتعاملوا مع الحالة باستيعاب وتوجيه.. فالطفرة صارت صارت.. لكن كان من المفترض من أصحاب القرار والنقاد والإعلاميين أن يقدموا ما له قيمة في هذا المجال، يجب تقويم حالة مسلسل البيئة الشامية، أي يجب أن لا نلغي الحالة بل أن نحللها بشكل علمي صحيح.

• ولكن ألم تحاكِ هذه الأعمال حساً أصولياً يجب الرد عليه؟

ليس إلى هذه الدرجة من القسوة، كان يجب أن نقدم تقويماً لا مجرد عناوين وانتقادات، يجب أن لا نلغي هذه الحالة ولكن يجب أن نقدم اقتراحاتنا وندافع عن المشروع ولا أن نعتبره عدونا، بابا الحارة على قائمة أهم المسلسلات لذا يجب ألا نلغيه بل أن نقوم هذا التوجه وهذا المنتج ونحمله قيماً أكثر هادفية ونوجهها... عرض علي العمل في باب الحارة لكنني لم أقدر لأسباب كثيرة ولو قدرت لعملت به.

• تقوم أنت ومجموعة من الممثلين بمحاولات تكوين نشاط أهلي لرعاية الفنانين والموسيقيين الذين ليس لديهم مكان لتقديم أعمالهم ..كم تشجعكم المؤسسة ممثلةً بوزارة الثقافة والنقابة ومديريات الفن والثقافة؟

مساعدة المؤسسة الرسمية بسيطة جداً وتشبه التسول، فأنت قد تقدم عملأً ثقافياً ممتازاً كملتقى النحت العالمي الذي قدمه فارس الحلو، وتعاني كثيراً مثلما عانى كي يحصل على مبلغ بسيط ليدعم هذا الملتقى، رغم أن فارس استقدم فنانين عالميين كبار جداً دون أي مردود، فقط أن تؤمن له إقامته ويهديك عملاً قيماً جداً.. يجب أن تلقى هذه المبادرة تعاوناً من الدولة.

في إحدى السنوات كانت ميزانية وزارة الثقافة أكبر ميزانية وزارة في سورية، وهذا دليل على أهمية الثقافة، ومن المفترض أن مثل هذه الوزارة يكون لها ميزانية ضخمة قادرة على معالجة كل مرض ثقافي، كي لا نشكو من أزمة مسرح وأزمة سينما.

 

آخر تعديل على الإثنين, 25 تموز/يوليو 2016 13:47