حامد بدرخان شمس لا تغيب

قامت السيدة نازلي خليل بطباعة الأعمال الكاملة للشاعر السوري الراحل حامد بدرخان (1924ـ 1996) على نفقتها الشخصية ووزعتها مجاناً. الديوان الذي أعده وقدم له محمد جزائر حمكوجرو يضم كل ما أنتجه صاحب «المقاومة بصدر مفتوح» في العربية، ومجموعها اثنا عشر ديواناً، علماً أنه كتب بأكثر من لغة، منها خمسة عشر ديواناً باللغة التركية، واثنان باللغة الكردية ـ لغته الأم، بالإضافة إلى مذكَّراته المفقودة التي لا نعرف عنها شيئاً.

ولد الشاعر في قرية شيخ الحديد التابعة لعفرين. انتسب الشاعر إلى مدارس تلك المنطقة وتابع فيها دراسته إلى أن حصل على الشهادة الثانوية، ثم انتقل بعدها إلى استانبول لإكمال تعليمه العالي، فدخل الجامعة ودرس في كلية الآداب حتى نال إجازة في الأدب التركي، كما درس اللغة الفرنسية في أحد معاهد استانبول.

خلال إقامته في تركيا عمل الشاعر حامد بدرخان في جريدة «غونايدن»، بعدها سافر إلى فرنسا مع صديقه عابدبن دينو إلا أنَّه لم يُقم فيها فترة طويلة فعاد إلى تركيا. لكن وبعد انضمام تركيا إلى المعسكر الأوروبي قامت الحكومة التركية بمنع كل النشاطات السياسية والفكرية الموالية للاتحاد السوفييتي، وضيَّقت الخناق على قوى اليسار، وتم سجنه بأنقرة.

لكن فترة سجنه لم تدم، فبتدبير ومساعدة من بعض رفاقه في الحزب استطاع الفرار من المعتقل والهرب إلى سورية وإلى قريته شيخ الحديد وكان ذلك عام 1947.

هذه السيرة الحافلة سنرى أصداءها في ارتباط الشاعر بالناس الذين ظل ينشد أحلامهم وآلامهم.