اللاجئون الفلسطينيون يعانقون السماء
مسيرة العودة 15/5/2011 إلى مجدل شمس – الجولان
تحت شعار الشعب يريد العودة إلى فلسطين والوحدة طريقنا للعودة.
شارك أبناء الشعب العربي الفلسطيني والسوري في مسيرة العودة لأقرب نقطة مع حدود الوطن إلى عين التينة ثم مجدل شمس السورية في الجولان.
وتجسيداً لحق العودة اندفع الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين في سورية متخطين التلال والأودية والأسلاك الشائكة والمستنقعات وحقول الألغام وقاموا بتهديم جدار الفصل العنصري الشائك وألقوه أرضاً بالضربة القاضية فاتحين الطريق إلى الضفة الأخرى ليلتحموا مع أبناء الجولان في منطقة مجدل شمس حيث استقبلنا الأهالي بالترحاب والعناق وسط الزغاريد ورش الأرز والورود مزوّدين الزاحفين بالطوب والحجارة مقدمين البصل بكميات كبيرة من مؤنهم البيتية لتفادي خطر القنابل المسيلة للدموع والدخان منها، الذي عبأ صدور الشباب وغطى سماء المنطقة في معركة حقيقية وسط أزيز الرصاص الذي كان ينهار كالمطر، وطافت أفواج اللاجئين الزاحفين أرض مجدل شمس مرددين الهتافات والشعارات الوطنية والقومية العروبية، ووصلوا إلى تمثال البطل سلطان باشا الأطرش ورفاقه وثبتوا على سيفه المعروفي علمي فلسطين وسورية وأكد أبناء الجولان عمق انتمائهم للأرض ولفلسطين، وقدموا صوراً من الكرم الطائي الذي لا يوصف .
لقد أكد اللاجئون الفلسطينيون في سورية مع إخوانهم في كل ساحات الزحف إلى الوطن رسالتهم الموحدة بإمكانية وواقعية تحرير فلسطين وبأن طريق العودة هو طريق الشعوب، وأن الوحدة تحت راية وعلم فلسطين شرط من شروط الانتصار على العدو الغاصب .
تأكد للقاصي والداني بأن الحدود وهمية وأن الألغام ما هي إلا وهم زرعتها الأنظمة في عقول الجماهير وفي قلب الشعوب إرهاباً وتخويفاً، رسالة الشعب الفلسطيني أكدت على أن البوصلة هي فلسطين وأن التناقض الرئيسي لشعوبنا مع الاحتلال ومن يدعمه.
فالشعوب العربية إذا ما تحررت من قيودها وأغلالها ونالت حريتها فهي قادرة على اجتراح المعجزات، لقد أسفرت نتائج المواجهات مع جنود الاحتلال عن سقوط أربعة شهداء على ثرى الجولان وإصابة وجرح أكثر من مائتين من الذين شاركوا في مسيرة العودة والتي قدرت أعدادهم بأكثر من 5 آلاف مشارك، وتم أسر أربعة شباب بينهم فتاة أثناء إصرارهم على العودة والبقاء في أرض الوطن «تمت إعادتهم لاحقاً».
يوم 15/5/2011 سيذكره التاريخ من دم. إنها بروفة للعودة الحقيقية القادمة لا محالة.
ملحمة شعبنا في الجولان، وبصدورهم العارية، نقطة تحول مع ملاحم أبناء المخيمات وشعبنا في جميع أماكن تواجده ولجوئه، وشهداء مسيرة العودة سيخلدون مشاعل في ساحات وأزقة وحكايات أبناء اللاجئين.
لا يغيب عن ذكري إلا أن أذكر العم خميس الزنغري ابن الخامسة والثمانين عاماً الذي أبى إلا أن يدخل إلى فلسطين شهيداً أو عائداً مصطحباً معه محفظته التي حوت وثائق الملكية التي عرضها على وسائل الإعلام في الجولان المحتل حاملاً مفتاح العودة، حيث سلم الأمانة لشيوخ مجدل شمس لإيصالها إلى قريته في صفد.
عدنا نتفقد الشهداء والجرحى في مستشفيات القنيطرة وبعضنا إلى دمشق مؤكدين على العودة مجدداً وسط استقبال حافل للعائدين إلى مخيماتهم من أبناء القرى السورية المناضلة على طول الحدود الذين ما بخلوا في تقديم الغالي والرخيص لنا.
عدنا وكلنا يتمنى أن يكون الوطن مستقبلاً في فلسطين أجمل من الطريق إلى الوطن من عين التينة إلى مجدل شمس وشوارعها.
طوبى للشهداء.. تحية للأسرى.. الشفاء للجرحى.
قبلة على زنود الشباب الذين أكدوا على وحدة الأرض والشعب والقضية بقبضاتهم الموحدة في أرض الجولان الحبيب.