ملف القدس في مجلة «الدراسات الفلسطينية»
خصصت مجلة «الدراسات الفلسطينية» ملفها الرئيسي لعدد شتاء 2011 لقضية القدس، كنوع من المساهمة في بحر الجهد المطلوب من أجل التعبئة والتوعية دفاعاً عن الحق العربي وضماناً لمستقبل المدينة.
ضم الملف مجموعة من الدراسات الهامة أبرزها مقال بعنوان: «وضع القدس ومستقبل عملية السلام» لإدوارد سعيد، وهي مقالة مكتوبة قبل خمسة عشرة سنة لكنها لم تنشر، واللافت أن الزمن أكد صحة نظرة سعيد الثاقبة إلى واقع المدينة والمخاطر المحدقة بها جراء الحملة الاستيطانية الدعائية الصهيونية، والتلكؤ العربي في التصدي لها، وكما يقول رشيد الخالدي في تقديمه للمقالة: إن غياب الرؤية العربية الواضحة الموحدة لمستقبل المدينة ما زال يمثل إخفاقاً خطراً للنظام السياسي الفلسطيني، وللأنظمة العربية كافة على حد سواء. أما «القدس القديمة ومحيطها: الانقلاب على المشهد الثقافي وتهويده» لنظمي الجعبة، تبرز بوضوح الصراع المتصاعد بشأن رموز المدينة وتاريخها، واستخدام (إسرائيل) الحفريات الأثرية والرواية التوراتية من أجل حسم مستقبل القدس وطمس واقعها وماضيها العربيين.
بينما يقدم عماد الخطيب مسحاً ميدانياً وافياً لحجم التحديات السياسية والقانونية والإدارية التي تواجه المقدسيين عامة، وفئة الأكاديميين المقدسيين خاصة، بما في ذلك سبل دعم هذه الفئة وضمان صمودها، من خلال بحثه المعنون بـ«الأكاديميون المقدسيون الفلسطينيون: بين التهويد وغياب الفعل المضاد».
وتكتب نادرة شلهوب – كيفوركيان تحت عنوان «القدس وفلسطين والسياسات اليومية الكولونيالية» مقالاً قيماً عن أثر الاحتلال في الحيز والبيت والمكان والزمان والجسد وفي نسيج العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية، فتعرض لنا السياسات الصهيونية اليومية ووقعها على احتمالات المقاومة والصمود. وتفكك كيفوركيان آليات الأيديولوجية الصهيونية والكولونيالية، كما تنقل أصواتاًحية للمقدسيين الرازحين تحت الاحتلال وترسم صورة مؤثرة لأساليب المقاومة المقدسية التلقائية والمدروسة، وكيفية انتقال المقاومة من الحيز الفردي إلى الحيز الجماعي.