منع عرض الإعلانات التلفزيونية في الصين
قررت الحكومة الصينية منع عرض الإعلانات التجارية أثناء العروض الدرامية في التلفزيون، وذلك في سياق الحملة التي تقودها لإصلاح الحياة الثقافية في البلاد
فقد قررت الحكومة حظر عرض الإعلانات أثناء أي برنامج يزيد طوله عن 45 دقيقة، اعتبارا من السنة القادمة. وتقول السلطات الصينية إن القرار يتماشى مع روح المؤتمر الأخير للحزب الشيوعي الحاكم. وكان كبار زعماء الحزب قد قالوا آنذاك إنهم يطمحون إلى إرساء أسس «ثقافة اشتراكية» في المجتمع الصيني المعاصر، إلا أن المؤتمر لم يتطرق الى تفاصيل هذه العملية.
أما شركات التلفزيون، فتقول إن تطبيق القرار سيؤدي الى اصابتهم بخسائر مادية. وقد نشر نص القرار في الموقع الالكتروني التابع لمديرية الاذاعة والسينما والتلفزيون الصينية. وجاء فيه أن صدور القرار يُعدُّ جزءاً من توجه جديد نحو الثقافة أقرته اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في مؤتمرها الاخير الذي عقد في تشرين الأول الماضي.
وجاء في نص القرار أن «الراديو والتلفزيون هما لسان حال الحزب والشعب، ويمثلان سوية جبهة اعلامية مهمة في الفكر الثقافي».
وقال ناطق باسم المديرية لوكالة شينخوا الرسمية للأنباء، إن الهدف من القرار هو ضمان توافق البرامج التلفزيونية مع «مصالح الشعب وتطلعاته». ومضى الناطق للقول «على المدى البعيد، ستتيح هذه الخطوة للأعمال التلفزيونية الدرامية أن تتطور بشكل علمي وصحي».
يذكر أن الحزب الشيوعي الصيني دأب على مراقبة الفعاليات الثقافية في البلاد - كالبرامج التلفزيونية - مراقبة دقيقة منذ أمد بعيد. فقد منع منذ بضعة شهور محطة تلفزيونية تجارية ناجحة من عرض برنامج مسابقات يدعى «سوبر جيرل» يحظى بشعبية واسعة بين أوساط المشاهدين. وكان زعماء الحزب الشيوعي قد عبروا في مؤتمر اللجنة المركزية الأخير عن رغبتهم في تشديد الرقابة على المحطات الإذاعية والتلفزيونية. وقال ناطق باسم شركة هونان للتلفزيون الفضائي، إن القرار الجديد صدر بعد أن وقعت صفقات الاعلانات للعام المقبل. ومضى للقول «لن يحظى مديرو شبكات التلفزة بنوم عميق في الفترة المقبلة» في اشارة الى الخسائر المادية الفادحة التي قد يمنون بها.
يذكر أن قيمة قطاع الإعلان التلفزيوني في الصين بلغت 500 مليار يوان - 78 مليار دولار - في العام الماضي.