عن الكرامة والجوع... مرة أخرى
يصل إصرار البعض على الفصل بين «الكرامة» و«الجوع» حداً عجيباً، كأنما هو الوسواس القهري!
يصل إصرار البعض على الفصل بين «الكرامة» و«الجوع» حداً عجيباً، كأنما هو الوسواس القهري!
مع مرور ما يقرب من الشهر على بدايات الموجة الجديدة من الحركة الشعبية، بات واضحاً لمن يراقب الحركة من خارجها، وكذلك لمن يشارك فيها من داخلها، أنّ حجم المشاركة ما يزال محدوداً، ورغم أنه قد حدثت زيادة نسبية عن الأيام الأولى، إلا أنها ما تزال زيادة متواضعة. وهنالك طبعاً عدد كبير من الأسباب المتداخلة لذلك، منها الموضوعي المتعلق بإمكانات التحرك المتفاوتة، وبأشكال التحرك المتنوعة وغيرها من الأمور، وهنالك أسباب ذاتية تتعلق بسلوك الحركة نفسها... وهذا يحتاج إلى نقاش جدي.
تكمن قوة أي حراك شعبي في جماعيته، وفي قدرته على تنظيم نفسه، وسلميّة أي حراك شعبي هي دائماً أهم وأقوى درعٍ واقٍ له، وهي إحدى أهم ضمانات وصوله إلى أهدافه النهائية.
تناولت مادة للمحرر السياسي لقاسيون في العدد الماضي بشكلٍ موسع مسألة العلمين السوريين، ذي النجمتين وذي النجمات الثلاث. ويمكن العودة لها عبر الرابط: (معركة العلمين غرضها نسف الذاكرة ونسف البلد!).
تستمر محاولات بعض الشخصيات والجهات إقحام نفسها في الموجة الجديدة من الحركة الشعبية، ولكل من أولئك أجنداتهم وأهدافهم من ذلك، والتي يمكن استخلاصها من خلال مواقفهم وخلفياتهم خلال السنوات الماضية التي باتت معروفة. قد يكون الأكثر وقاحة حتى هذه اللحظة، هو قائد جبهة النصرة، أبو محمد الجولاني، الذي ظهر قبل يومين في تسجيل مصوّر جالساً مع مجموعة من أهالي جبل السماق في إدلب.
للوقوف على المستجدات ضمن الموجة الجديدة من الحركة الشعبية وضمناً في السويداء، التقت قاسيون مع الشخصية الوطنية المعروفة الأستاذ حسن الأطرش، وهو أحد أحفاد قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش، وأحد الشخصيات الفاعلة ضمن الأوساط الاجتماعية والسياسية في السويداء، وعلى المستوى السوري.
مع كل يوم إضافي ضمن الموجة الجديدة من الحركة الشعبية، يزداد جهد أعداء هذه الحركة من المتشددين في الأطراف المختلفة، ومن الأعداء التاريخيين للشعب السوري، في العمل على محاولة تخوين الحركة بغرض عزلها وإضعافها.
خلال الأيام الثلاثة الأخيرة فقط، بدأ الإعلام الذي يسمي نفسه معارضاً بإلقاء بعض الضوء على الاحتجاجات والمظاهرات التي تجري في محافظة درعا، وليس بحجمها الحقيقي بل بشكل مبتسر. قبل ذلك، وعلى مدى أسبوعين تقريباً، من بداية التظاهرات والتحركات في السويداء، تم تغييب شبه كامل للاحتجاجات التي كانت تجري بالتوازي في درعا، وفي بضع أماكن أخرى في سورية.
خلال تطور الحركة الشعبية على الأرض، تظهر أمامها قضايا عديدة بحاجة إلى حلول سريعة، قضايا عملية وسياسية ومبدئية. بشكلٍ خاص، تظهر مسألة كيفية التعامل مع الاستفزازات، سواء تلك التي تأتي من داخل الحركة، أو من خارجها.
أهم سلاحٍ بيد الحركة الشعبية في موجتها الجديدة، هو فهم واستيعاب دروس موجتها السابقة، والاستفادة من الدروس الكبرى التي يزخر بها التراث الإنساني المشترك لحركات الشعوب باتجاه انتزاع حقوقها.