ما هي رمزية العلمين معاً؟

ما هي رمزية العلمين معاً؟

تناولت مادة للمحرر السياسي لقاسيون في العدد الماضي بشكلٍ موسع مسألة العلمين السوريين، ذي النجمتين وذي النجمات الثلاث. ويمكن العودة لها عبر الرابط: (معركة العلمين غرضها نسف الذاكرة ونسف البلد!).

حتى الآن، وضمن الموجة الجديدة من الحركة الشعبية، يمكننا تسجيل ثلاث مرات على الأقل ظهر فيها العلمان إلى جانب بعضهما البعض، الأولى: كانت في ساحة الكرامة في السويداء، حيث رفع أحد المتظاهرين العلمين معاً، واحد بيمناه والثاني بيسراه. الثانية: كانت في مجدل شمس السورية المحتلة. والثالثة: على لافتة كتب عليها «الشعب السوري واحد» ورسم ضمنها العلمان معاً متشابكان فيما بينهما.
إذا وضعنا جانباً الشعارات السياسية الجاهزة، وحاولنا أن نفهم الرسالة والرمزية التي يقصدها من يدفعون لاستخدام هذين العلمين معاً، ضمن الظرف السوري الحالي، يمكننا أن نسجل النقاط التالية:

أولاً: وجود العلمين معاً يخلق شعوراً بالارتياح والطمأنينة لدى أقسام واسعة من الشعب السوري، سواء ضمن المحسوبين معارضة أو المحسوبين موالاة؛ فوجودهما معاً هو نقيض ما جرى طوال الفترة السوداء الماضية. حيث كان وجودهما في وجه بعضهما البعض أحد أدوات تقسيم سورية والشعب السوري، وبالدرجة الأولى كان أحد أدوات الحرب والدم، ولذا ليس مستغرباً أن يخلق وجودهما معاً إلى جانب بعضهما البعض شعوراً بالارتياح والطمأنينة وأملاً بسورية واحدة موحدة.

ثانياً: العمل الذي مارسه المتشددون من الأطراف المختلفة في استخدام العلمين كجزء من العدة الحربية، جعل كلاً منهما منفرداً، بالنسبة لعدد كبير من السوريين، أقرب ما يكون إلى رمزٍ سياسي خاص، وليس إلى رمز وطني عام. ولكن وجودهما معاً هو بالضرورة رمز وطني عام.

ثالثاً: أكثر من ذلك، فإنّ وجودهما معاً ليس فقط رمزاً وطنياً عاماً، بل وهو رمز وطني عام ضد الدعاية المتشددة القادمة من كل الأطراف، وضد الحرب وضد الاقتتال... وبكلمة، فإنّ وجودهما معاً هو رمز لرغبة السوريين بالحل السياسي، وبإنهاء الاقتتال، وبولادة جديدة لسورية موحدة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1139
آخر تعديل على الجمعة, 05 كانون2/يناير 2024 22:15