يمكننا بناء العدالة...فلسنا أشراراً بطبيعتنا
لا أظنّ بأنّ أحداً منّا لم يسمع يوماً أحد أقربائه كبار السن، أو ربّما صغار السن من ذوي الحداثة الزائفة، وهو يخبره ويشرح له بلطف وباستيعاب بأنّ الشيوعية فكرة لطيفة، لكنّها غير قابلة للتطبيق في الواقع لأنّ البشر طمّاعون وتنافسيون بطبيعتهم. وعليه، وبناءً على هذا الافتراض، فإنّ الأفكار الماركسية مجرّد مثاليات محكوم عليها بالفشل. يمكننا أن نرى هذا الكلام يُكرّر دون انقطاع في صفحات الإعلام المملوك للشركات، لكنّه ليس ابن الساعة في حقيقة الأمر، فأصوله موجودة بشكل واضح في الإيديولوجية البرجوازية الأصولية: من توصيف هوبز في القرن السابع عشر «لحرب الجميع ضد الجميع بشكل طبيعي» مروراً برؤية ديكارت لكون الجسد البشري شبيه بالآلة، وإلى الحجاج العصري بأنّ البشر الفقراء والسود هم أدنى من البيض الأثرياء بشكل جيني، وهي المسائل التي لها عواقب سياسية عميقة.
إم.آر أونلاين
تعريب وإعداد: عروة درويش