عرض العناصر حسب علامة : الرأسمالية

احتكار المعرفة والاقتصاد الرّيعي

شهد القرن العشرون ظهور الجامعات والمؤسسات التقنية الممولة من القطاع العام، في حين تركز تطوير التكنولوجيا في مختبرات البحث والتطوير في الشركات الكبيرة. لقد انتهى عصر المخترع الوحيد– أديسون وسيمنز وويستينجهاوس وغراهام بيل– مع نهاية القرن التاسع عشر. «قيل بأنّ المخترع الوحيد الأخير هو فيلو تي فارنسورث، مخترع التلفاز، والذي حارب ضدّ قوة الشركات التي يملكها ديفيد سارنوف، أقوى شركة في مجال البث في حينه». كان القرن العشرون يدور حول مختبرات البحث والتطوير القائمة على الصناعة، حيث كانت الشركات تجمع بين كبار العلماء وخبراء التكنولوجيا لخلق تكنولوجيا المستقبل. في هذه المرحلة كان رأس المال لا يزال يُوسّع الإنتاج. وعلى الرغم من أنّ رأس المال المالي كان مهيمناً بالفعل على رأس المال الإنتاجي، إلا أن الدول الرأسمالية الكبرى كانت لا تزال تتمتع بقاعدة صناعية قوية.

٪1.2 من سكان العالم يملكون 47.8٪ من الثروة

في تقرير الثروة السنوي الصادر عن بنك «كريديه سويس»، وهو الدراسة الأكثر شمولاً للثروة الشخصية العالمية، وعدم المساواة بين البالغين في جميع أنحاء العالم. إذا ما عرّفنا الثروة الشخصية بأنّها ملكية العقارات والأصول المالية «الأسهم والسندات والنقد» مطروحاً منها الديون لجميع البالغين في العالم. وفقاً للتقرير الصادر العام الماضي، في نهاية عام 2021 وصلت الثروة العالمية إلى 463.6 تريليون دولار، وهو ما يمثّل زيادة بنسبة 9.8٪ مقارنة مع عام 2020، أي أكثر من معدّل الزيادة السنوي +6.6٪ المسجّل منذ بداية هذا القرن. بغض النظر عن حركة أسعار الصرف، فقد ارتفع إجمالي الثروة العالمية بنسبة 12.7٪ ما يجعله أسرع معدّل سنوي يتمّ تسجيله على الإطلاق. وارتفع متوسط الثروة لكلّ شخص بالغ إلى 87489 دولاراً في نهاية 2021. وعلى أساس كلّ دولة على حدة، أضافت الولايات المتحدة أكبر قدر من ثروة الأسر في عام 2021، تليها الصين وكندا والهند وأستراليا.

الجرمانيوم والغاليوم: مجرّد بداية لعقوبات الصين المضادّة ضدّ العنجهية الأمريكية stars

أصدرت «وزارة التجارة» و«الإدارة العامة للجمارك» الصينيّة قراراً يوم الإثنين، 3 تموز 2023، ينصّ على «تنفيذ الرّقابة على الصادرات من المواد المتعلّقة بالغاليوم والجرمانيوم»، من أجل «حماية الأمن القومي» والمصالح الصينية بموافقة مجلس الدولة. وهذان العنصران من أكثر المواد أهمّيةً وحساسيّة لصناعة أشباه الموصلات وبالتالي الكثير من الأجهزة الإلكترونية والتكنولوجيات الحديثة. وفي مقابلةٍ حديثة اعتبر خبير أمريكي في المعادن أنّ ما يحدث بمثابة ردّ صيني على عنجهية واشنطن تجاه الصين.

هل يتجه الغرب نحو التخلص من جيوشه؟

بمتابعة سريعة للأخبار الغربية سنرى تهلهلاً متزايداً للجيوش النظاميّة، وليس ذلك في معرض الحديث عن الذخائر والعتاد ونقصها نتيجة دعم أوكرانيا فقط، بل يصل الأمر أحياناً إلى عدم قدرة هذه الدول على توفير ألبسة داخلية للمقاتلين كما هي الحال في الجيوش النرويجية والسويدية والدنماركية، واجتياح موضة «الاتجاه الجنساني» المتزايدة لهذه القوات كما في حالة الجيش البريطاني الذي انفجرت في قواته الجوية مؤخراً فضيحة ثبت فيها حدوث تمييز ضدّ تنسيب الرجال البيض الأسوياء جنسياً لصالح المتنوعين جنسياً. وحتّى الجيش الأمريكي ذو الموازنة الهائلة، بتنا نسمع الكثير من قادته عن عدم أهليته لمعارك حربية كبيرة، وعن نقص التجهيز وموضة الجنسانية...إلخ. هذا كله يدفع إلى التفكير بماهية الأسباب وراء هذه التحولات، خاصة مع الميل المستمر للغرب للتصعيد في العالم ضدّ قوى مجهزة عسكرياً بشكل كبير مثل روسيا والصين.

ساعة الرمل الرأسمالية: جدول الأعمال البربري بين مورزا وغرامشي (2)

في المادة السابقة أشرنا إلى بعض الأفكار التي تضمنها كتاب «التلاعب بالوعي» لسيرغي قره-مورزا، وفي جوهرها قضية احتضار الحضارة الغربية الفردية وتحليل «الهيمنة الناعمة» ومواجهتها وأهمية عامل الوقت (والتوقيت) في تكتيك المعركة، مع المرور على أفكار غرامشي حول ضرورة تحويل الواقع نحو نمط حياة يتجاوز قوانين الربحية الفردية (الاستهلاكية) من أجل تأسيس «نمط الحياة السياسي» أو ما يمكن أن نسميه نمط «صناعة التاريخ». في المادة الحالية سنقوم بالتوسع في بعض أفكار مورزا وغرامشي، كعلامات لبديل عن الإنسان المتشيّئ وكقاعدة للحضارة المنهارة وبربريتها المدفوع بها.

اضمحلال الرأسمالية النيوليبرالية وبناء الاشتراكية

تتحدث العديد من الإصدارات الجديدة حول العالم عن التاريخ الاقتصادي القديم، وضرر المؤسسات الرأسمالية على البيئة. حتى أن بروفيسورة كندية بدأت تناقش اضمحلال الرأسمالية النيوليبرالية وضرورة بناء الاشتراكية.

حكاية تشابايف المعاصرة

حكاية تشابايف المعاصرة هي حكاية مستقبل كل بلد اليوم، وإن كان الزمان والمكان غير ذلك الزمان والمكان حيث دارت أحداث الحكاية قبل أكثر من قرن. ويصدف أن العدو الذي سيقاتل ضده تشابايف المعاصر ورفاقه هو نفسه النظام الرأسمالي الإمبريالي، مع بعض الفوارق التي تميز الرأسمالية الحالية عما كانت عليه الحال قبل مئة عام.

انزلاق نموذج النمو القائم على التصدير

بعد سريلانكا وباكستان، أصبحت بنغلادش هي البلد الثالث في المنطقة التي تعاني من أزمة اقتصادية خطيرة، وقد طلبت قرضاً بقيمة 4,5 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، ناهيك عن مليار دولار من البنك الدولي، و2.5 إلى 3 مليارات دولار من المقرضين متعددي الجنسيات والدول المانحة. من المفارقات أنّ بنغلاديش التي كانت موضع ترحيب قبل بضعة أشهر فقط باعتبارها قصة «نجاح التنمية»، بينما اليوم تواجه عجزاً تجارياً متزايداً وتقلصاً في احتياطات النقد الأجنبي، وانخفاضاً سريعاً في قيمة العملة، وتضخماً قياسياً، وأزمة طاقة فرضت انقطاعاً هائلاً في الكهرباء.

ساعة الرمل الرأسمالية: جدول الأعمال البربري بين مورزا وغرامشي (1)

من المعروف أن جدول أعمال التدمير الإمبريالي محكوم بضرورة أن يتسارع بسبب حدة الأزمة والفاعلية التاريخية للقوى الصاعدة المتسارعين. وعامل الوقت هذا له دور كبير في فهم ديناميات الصراع، وتحديداً رد فعل القوى المعرّضة للتدمير على جدول الأعمال البربري المطروح، وبالتالي فهم هوامش الصراع وتوازن القوى المحتمل. وهنا نطل على بعض أفكار سيرغي قره-مورزا في هذا المجال مع وضعها في السياق الراهن.

عنصريّة «نمط الإنتاج التكنولوجي» الرأسمالي: التخطيط العصبي نموذجاً

مرّت قرون على «تحرير العبيد» رسمياً في كثير من الدول الرأسمالية «المتحضّرة»، لكنّ أسطورة «تفوّق الرجل الأبيض» ما زالت مرضاً مزمناً فيها، ليس ثقافياً واجتماعياً فحسب، بل وفي المجالات العلمية والتكنولوجية أيضاً. ومن المنشورات التي نوّهت إلى الأضرار العلمية والصحّية لهذا الأمر، دراسةٌ في مجلة «الطبيعة للعلوم العصبية» نُشرت أواخر العام 2022 ركّزت على الانحياز العِرقي في علوم الدماغ المُهَيمن عليها غربيّاً، حيث لاحظ المؤلّفون الستّة (وجميعهم من جامعات أمريكية) أنّه ورغم «بدء الاعتراف من جانب مؤسسات وأفراد بوجود العنصرية والتحيّز والحواجز المعيقة لمعاملة شاملة داخل مجتمعنا... لكن لم يلقَ الأمر سوى اهتمام محدود بعدم المساواة في طرائق البحث والأساليب التحليلية التي نستخدمها».