عقوبات على إيران؟ أم على الأمريكي؟
جزء جديد من مسلسل العقوبات الأمريكية على إيران بدأ عرضه في السادس من شهر آب الجاري. وذلك بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني في السادس من أيار هذا العام.
جزء جديد من مسلسل العقوبات الأمريكية على إيران بدأ عرضه في السادس من شهر آب الجاري. وذلك بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني في السادس من أيار هذا العام.
صعّد الرئيس الأمريكي في تصريحاته الأخيرة ضد التجارة الصينية، موصلاً رقم التعرفات المستهدفة إلى مستوى غير مسبوق... فالولايات المتحدة تستخدم التهديدات لتمارس تأثيراً ما على الاقتصاد العالمي، ذلك التأثير المتراجع بشكلٍ ملحوظٍ، مقابل دور دول أخرى وتحديداً الصين والهند، التي تسابق الولايات المتحدة لقيادة العالم الاقتصادي.
أكدت الهيئة الوطنية لمخيمات مسيرة العودة وكسر الحصار، على استمرار مسيرات العودة رغم تصعيد الاحتلال ومحاولاته قمعها بالرصاص المتفجر والقنابل الغازية، وأن الجمعة القادمة ستنطلق تحت شعار «أطفالنا الشهداء».
إنّ اعتماد سياسة هجرة أكـثر انفتاحاً سوف لن يهدد لا المهاجرين ولا مواطني الاتحاد الأوروبي، بل سيؤدي إلى نفع كلا الطرفين. إنّ صياغة مثل هذه السياسة تعني النظر إلى النزاع القائم حول التنقل بحريّة عبر المتوسط بطريقة أكثر عمقاً وبالتالي حلّه بشكل أكثر جذرية.
على الرغم من تزايد الإحصائيات الاقتصادية السلبية القادمة من أوروبا مؤخرا، إلا أن قيادات الاتحاد الأوروبي الاقتصادية لا زالت تحاول الظهور بمظهر متفائل، بينما تنكر عودة الأزمة.
لا يستطيع أي من دعاة «نهاية التاريخ» و«صراع الحضارات» إنكار الحقيقة القائلة بأن «الحضارة الغربية» تعاني من مشاكل اقتصادية وسياسية واجتماعية جمّة، ونحن هنا لا نريد الخوض في نقاش مطول يتناول جميع الحيثيات فالأمر لن يستوفي حقه، بل سنتناول السياسي والاقتصادي المباشر من الموضوع الذي يعكس عمق المسألة بدرجة جيدة.
كان اجتماع السبعة الكبار والخلافات حول البيان الختامي، ومن ثمّ تراجع الرئيس الأمريكي سريعاً عمّا تم الاتفاق عليه، فالتلميحات الأوروبية والكندية، عن إمكانية الاستغناء عن الوجود الأمريكي في المجموعة. شكلت هذه الأحداث كلّها محطة جديدة لتأكيد انقسام العالم الغربي، ودليلاً آخر على أن ما يجري ليس مجرد حرب تجارية تحت عنوان الصلب والألمنيوم، كما يروّج لها، أو تبايناً في وجهات النظر حول هذه القضية أو تلك كما يشاع! إنما هي تعبير عن أزمة بنيوية عميقة في المركز الرأسمالي الغربي برمته، تطال أهم مفاصله وبناه الاقتصادية والسياسية. ليأتي سلوك الولايات المتحدة الأمريكية على خلفية «النأي بالنفس» عن تبعات هذه الأزمة. وهي التي تعرف أكثر من غيرها عمق الأزمة، لكونها مركزها.
أثبتت الانتخابات البرلمانية الإيطالية الأخيرة أن واحدة من أهم الدول الأوروبية، لم تعد تريد الاتحاد الأوروبي. تغيرت اللوحة السياسية في إيطاليا منذ تلك الانتخابات، وتحالفت قوى يمين الوسط لتشكل الحكومة الإيطالية ودخلت بمفاوضات مع الاتحاد الأوروبي حول دَيْن إيطاليا السيادي البالغ 132% من ناتج البلاد.
جرى في الأيام القليلة الماضية تشكيل الحكومة الإيطالية الجديدة برئاسة، جيوزيبي كونتي، المقرب من حركة «خمس نجوم» اليمينية، وذلك بعد مخاض دام ثلاثة أشهر لتشكيل تحالف برلماني يضمن الثقة للحكومة المقترحة بعد موافقة الرئيس.
تتحول العقوبات الاقتصادية الأمريكية إلى دافعٍ نحو تسريع البدائل العالمية لمنظومة الدولار العالمي للتمويل والتجارة والاحتياطيات. وإن كانت العقوبات تدفع الدول المعاقَبة كما روسيا وإيران إلى البحث عن البدائل، فإنها أيضاً تدفع حلفاء الولايات المتحدة نحو البدائل، وبالدرجة الأولى الاتحاد الأوروبي المتضرر من العقوبات، والمستهدف بها أيضاً وإن بشكل غير مباشر.
التصعيد السياسي الأمريكي بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وإعادة فرض العقوبات الموسعة على إيران، يشكل مفصلاً على صعيد موقف دول الاتحاد الأوروبي من سلوك الفوضى والتوتير السياسي والاقتصادي الأمريكي.