مافيا الكبتاغون السوري على مستوى دولي

وبينما المصادرات تبلغ هذا الحجم، فإن سوق هذا النوع من الحب في سورية يمكن أن تصل إلى عشرة أضعافها وفق آليات التقدير الدولية، ما يعني سوقاً بقيم تتراوح بين 18-29 مليار دولار وفقاً للأسعار المتباينة للكبتاغون في السوق الإقليمية، كما يرصد مكتب الأمم المتحدة للجريمة والمخدرات UNOCD.
الشحنة المصادرة في إيطاليا خرجت بحاويات من المرافئ السورية، لتكون الشحنة الكبرى الرابعة المصادرة بحاويات سورية، أولها: تم مصادرتها في اليونان، ثم الإمارات، فالسعودية، والآن إيطاليا.
لتبقى الأسئلة السابقة مطروحة مجدداً:
كيف يتم استيراد المواد الدوائية الأولية اللازمة لهذا النوع من الحبوب، وعبر أية معابر تمر؟
أين تتمركز وكيف تدار ورش إنتاج وتغليف هذا النوع من الحبوب؟
كيف تخرج هذه الكميات الكبرى من الموانئ السورية بشكل دوري؟
جميعها أسئلة لن تستطيع إدارة مكافحة المخدرات المحلية التي تلقي القبض على حائز هنا أو هناك، أو ورشة صغيرة في مكان ما... لن تستطيع أن تجيب عليها، فسوق بهذه الحجم قد لا يستطيع أحد حالياً أن يعطي إجابة عن مستوى نفوذ القائمين عليها، ممن كانوا ينتظرون عائدات بقيمة مليار يورو فقط من آخر صفقة مع (المافيا الإيطالية)!
تبقى الدلالة السياسية للسوريين الذين تعطيهم هذه الوقائع صورة عن مستوى التفسخ في البنية الاقتصادية الاجتماعية التي أوصلنا إليها أمراء الحرب، الذين لن يكون من الممكن دفع البلد إلى الأمام إلا بإزاحة نفوذهم وأعمالهم المشبوهة، الأمر الذي لا يمكن دون (شعب بأكمله)...