الريف السوري فقد 30% من سكانه ونصف المقيمين في 2011 غادروا منازلهم!
اعتبرت الفترة بين 1970-1980 هي من أكثر الفترات التي شهدت تراجعاً في سكان الريف السوري، نتيجة الهجرة إلى المددينة، ولكن 370 ألف نسمة انتقلوا خلال ذلك العقد، وشكلوا نسبة 7% من سكان الريف في الثمانينيات. لا يشكلون شيئاً مقابل أكثر من 3 مليون خسرهم الريف السوري خلال سنوات الأزمة، ونسبة 50% من سكان الريف السوري الحاليين..
الأزمة السورية خلال ست سنوات، غيرت الكثير في الخارطة السكانية للبلاد، إلا أن سكان الريف السوري تلقوا الصدمات الأكبر من حيث تراجع أعدادهم بالمطلق، وتراجع لاستقرار أغلبهم، وتغير في التركيبة السكانية، فكانت حصتهم من النزوح واللجوء والهجرة كبيرةً.
محرر الشؤون الاقتصادية
دراسة الفاو منظمة الأمم المتحدة للغذاء والزراعة العالمية (حساب التكاليف- الزراعة في سورية بعد 6 سنوات من الأزمة) قدمت أرقاماً حول نسب السكان في الأرياف السورية، بالمقارنة مع عام 2011، وبمقارنة نسب الفاو، مع أرقام المكتب المركزي للإحصاء، الصادرة في منتصف عام 2011 حول تعداد السكان السوريين في ريف المحافظات السورية، نستيطع أن نرصد حجم التغيرات، واتجاهاتها في المحافظات السورية في نهاية عام 2016.
وسنبدأ من المحافظات التي تضم أكبر تعداد سكاني في ريفها أي: في أرياف دمشق وحلب.
ريفا حلب ودمشق خسارة مليون ونصف نسمة
يقارب تعداد سكان ريف دمشق في 2016: 1,8 مليون نسمة، بالمقارنة مع 2,79 مليون نسمة في عام 2011، أي: تراجع عدد السكان المطلق بمقدار يفوق 990 ألف نسمة.
أما بالنسبة لحلب فيقدر عدد سكان ريفها في عام 2016 بحوالي 1,26 مليون نسمة، أي: بتراجع مطلق بمقدار 544 ألف نسمة عن عام 2011.
أي: إن ريف المحافظتين قد خسر أكثر من 1,5 مليون نسمة من تعداده خلال الأزمة.
تعداد النازحين داخل ريف دمشق يبلغ: 400 ألف نسمة، بينما تعداد النازحين داخل ريف حلب يبلغ: 460 ألف نسمة.
ما يعني أن أكثر 2,4 مليون شخص: 1,4 في ريف دمشق، وأكثر من مليون في ريف حلب، لم يعودوا مستقرين في مناطق سكنهم الريفية كما في عام 2011، فإما نزحوا داخلياً للريف أو المدينة، أو في الإقليم وأوروبا، أو فارقوا الحياة.
ريف حمص
ربع مليون غادروا بيوتهم !
يعتبر ريف حمص واحداً من أقل الأرياف السورية التي خسرت فم ني عدد سكانها، تعداد سكان ريف حمص الحالي يقارب: 730 ألف نسمة، بالمقارنة مع قرابة 815 ألف نسمة في عام 2011.
أي: خسر ريف حمص حوالي 85 ألف نسمة من تعداده السابق، ولكن الموجودين حالياً قرابة 160 ألفاً منهم نازحون داخل ريف حمص، مع حوالي 570 ألفاً منهم من سكان ريف حمص المستقرين في عام 2011.
أي: إن حوالي ربع مليون شخص 245 ألف نسمة من سكان ريف حمص الذين كانوا مستقرين ومقيمين في ريفها في عام 2011 لم يعودوا موجودين في مناطق سكنهم.
ريف حماة أقل بنصف مليون!
إن ريف حماة هو واحد من أقل الأرياف السورية التي شهدت نزوحاً داخلياً، وقد خسر هذا الريف نسبةً هامةً من عدد قاطنيه، قرابة 45% وحوالي 457 ألف نسمة من تعداده السابق. حيث تعداد سكان ريف حماة في عام 2011 فاق 1 مليون نسمة، بينما حالياً يقارب: 560 ألف نسمة. قرابة 500 ألف، منهم، سكان ريف حماة المقيمون في عام 2011، وحوالي 60 ألف نازحون إلى ريف حماة.
أي: إن حوالي نصف مليون شخص 500 ألف نسمة من سكان حماة الذين كانوا مقيمين في ريفها في عام 2011 لم يعودوا موجودين في مناطق سكنهم.
ريف إدلب زاد عدد سكانه؟
ريف إدلب هو الريف الوحيد الذي ازداد عدد سكانه، بالقياس إلى عدد قاطنيه في عام 2011، حيث حصلت زيادة بنسبة 18% تقريباً، أي: إن عدد القاطنين في ريف إدلب في عام 2016 يقارب 1,25 مليون نسمة، بزيادة 200 ألف نسمة عن عدد سكان ريف إدلب البالغين قرابة مليون وخمسين ألف نسمة عام 2011.
ولكن من مجموع القاطنين في ريف إدلب، هناك قرابة 680 ألف فقط من سكان ريف إدلب الذي كانوا مقيمين ومستقرين في عام 2011، وحوالي 565 ألفاً نازحون في ريف المدينة.
أي: إن حوالي 380 ألف نسمة من سكان إدلب الذين كانوا مقيمين في ريفها في عام 2011 لم يعودوا موجودين في مناطق سكنهم، وهي نسبة 36% من المقيمين سابقاً في الريف.
ريف الحسكة خسارة
أكثر من 70% من السكان
محافظة الحسكة هي المحافظة التي خسرت معظم سكان ريفها، حيث يبلغ عدد القاطنين في ريف الحسكة في عام 2016 قرابة 287 ألفاً نسمة، بالمقارنة مع 957 ألف نسمة في عام 2011.َ
ومن مجموع القاطنين في ريف الحسكة اليوم، هناك قرابة 267 ألفاَ من سكان ريف الحسكة الذي كانوا مقيمين في عام 2011، وحوالي 20 ألف نازحون في ريف المدينة.
أي: إن حوالي 690 ألف نسمة من سكان الحسكة الذين كانوا مقيمين في ريفها في عام 2011 لم يعودوا موجودين في مناطق سكنهم، وهي نسبة 72% من المقيمين سابقاً في الريف.
ريفا دير الزور والرقة
خسارة 486 ألف نسمة
يقارب تعداد سكان ريف دير الزور في 2016: 473 ألف نسمة، بالمقارنة مع 676 ألف نسمة في عام 2011، أي: تراجع عدد السكان المطلق بمقدار يفوق 200 ألف نسمة.
أما بالنسبة للرقة فيقدر عدد سكان ريفها في عام 2016 بحوالي 286 ألف نسمة، أي نسبة 50% من عدد السكان في 2011. أي: إن ريفي المحافظتين قد خسرا أكثر من 486 ألف نسمة من تعدادهما خلال الأزمة.
تعداد النازحين داخل ريفي دير الزور والرقة يبلغ: 124 ألف نسمة، بينما 406 ألف نسمة من سكان دير الزور في 2011 لا يزالون مقيمين، وحوالي 230 ألف نسمة لا زالوا مستقرين في قراهم في الرقة.
ما يعني أن نسبة 60% من سكان ريف الرقة في عام 2011، لم يعودوا موجودين في مناطق سكنهم الأصلية، مقابل نسبة 40% في دير الزور لم يعودوا مستقرين في أماكن سكنهم عام 2011، فإما نزحوا داخلياً للريف أو المدينة، أو في الإقليم وأوروبا، أو فارقوا الحياة.
ريف درعا
60% هجروا منازل عام 2011
يبلغ عدد سكان ريف درعا المقدر في عام 2016 حوالي 290 ألف نسمة، مقابل 558 ألف نسمة في عام 2011، أي: إن النسبة المتبقية من السكان القاطنين في ريف المحافظة تبلغ قرابة 52%.
من بين هؤلاء يبلغ عدد الوافدين 72 ألف نسمة، مقابل 218 ألف تقريباً مستقرين في أماكن سكنهم.
أي: إن حوالي 340 ألف نسمة من سكان ريف درعا الذين كانوا مستقرين في عام 2011، لم يعودوا مستقرين في أماكن سكنهم السابقة، ويشكل هؤلاء نسبة 60% من إجمالي سكان ريف درعا في عام 2011.
ريفا اللاذقية وطرطوس
خسارة 340 ألف نسمة
يقارب تعداد سكان ريف طرطوس في 2016: 452 ألف نسمة، بالمقارنة مع 566 ألف نسمة في عام 2011، أي: تراجع عدد السكان بمقدار يفوق 114 ألف نسمة.
أما بالنسبة لللاذقية فيقدر عدد سكان ريفها في عام 2016 بحوالي 206 ألف نسمة، أي نسبة 42% فقط من عدد السكان في 2011. أي أن ريفي المحافظتين قد خسرا أكثر من 340 ألف نسمة تقريباً من تعداده خلال الأزمة.
تعداد النازحين داخل ريفي طرطوس واللاذقية يبلغ: 120 ألف نسمة تقريباً 117 منهم في طرطوس، بينما 345 ألف نسمة من سكانه في 2011 لا يزالون مقيمين، وحوالي 149 ألف نسمة لا زالوا مستقرين في قراهم في اللاذقية.
ما يعني أن نسبة 60% من سكان ريف اللاذقية في عام 2011، لم يعودوا موجودين في مناطق سكنهم الأصلية، مقابل نسبة 40% في طرطوس لم يعودوا مستقرين في أماكن سكنهم عام 2011، فإما نزحوا داخلياً أو هاجروا أو فارقوا الحياة.
ريفا القنيطرة والسويداء
أقل الخسارات مع تغيرات ملفتة
يعتبر ريفا المحافظتين من أقل أرياف سورية من حيث خسائر أعداد القاطنين، ولكن نزوحاً داخلياً كبيراً حصل في ريف القنيطرة.
خسر ريف السويداء نسبة 8% فقط من عدد سكانه المقيمين في عام 2011، ليبلغ تعداد القاطنين في 2016 حوالي 231 ألف نسمة من أصل 252 ألف. بينما خسر ريف القنطيرة حوالي 5000 نسمة من سكانه، ليقدر عدد القاطنين في 2016 بـ 83 ألفاً، مقارنةً بـ 88 ألفاً في 2011.
نزح ضمن ريف السويداء حوالي 30 ألف نسمة، أما في القنيطرة فكان عدد النازحين داخلياً 40 ألف نسمة، ليشكل النازحون نسبة 48% من المقيمين حالياً.
وعملياً نسبة 20% من سكان ريفي السويداء المستقرين والمقيمين في عام 2011 وحوالي 52 ألف نسمة، لم يعودوا موجودين في مناطق سكنهم، مقابل نسبة 50% تقريباً من سكان ريف القنيطرة، وحوالي 45 ألف نسمة، لم يعودوا موجودين في مناطق سكنهم عام 2011.
4,7 مليون نسمة
استطاعوا البقاء في منازلهم
تبلغ نسبة مجمل سكان الريف السوري في عام 2016 نسبةً تقارب 70% من تعدادهم في عام 2011، أي حوالي 6,7 مليون نسمة، من أصل 9,6 مليون نسمة تقريباً في عام 2011.
أي خسر الريف السوري نسبة 30% من مجمل عدد السكان المقيمين فيه في عام 2011، وحوالي 2.9 مليون نسمة خسارةً مباشرة.
ولكن إذا دققنا أكثر، فإن من بين 6,7 مليون نسمة موجودين حالياً، هناك حوالي 2 مليون نسمة من النازحين داخلياً ضمن الريف السوري، مقابل 4,7 مليون نسمة فقط بقوا مستقرين في أماكن سكنهم في عام 2011.
أي أن حوالي 4.9 مليون نسمة من سكان الريف السوري الذين كانوا مستقرين في عام 2011، لم يعودوا موجودين في مناطق سكنهم، ويشكل هؤلاء نسبة 51% من سكان الريف السوري، ونسبة 44% من مجموع النازحين داخلياً في سورية 6 مليون تقريباً، ومن غادروا
البلاد 5 مليون.
نسب ملفتة!
خسرت الحسكة نسبة 70% من سكانها، وهي أعلى نسبة خسارة على الإطلاق، وكذلك خسرت محافظة اللاذقية نسبة 58% من عدد السكان المقيمين في ريفها عام 2011، والملفت أن هذه الخسارات الأكبر تسجل في محافظات نسبة مساحات المعارك والتوتر الأمني فيها أقل من غيرها من المحافظات، ما يشير إلى نسبة الوفيات والهجرة العالية في المحافظتين.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 807