قتل التراث والفلكلور من أجل الاستيراد!!

صناعة الحرير الطبيعي هي صناعة تراثية عريقة في سورية، ترتكز في مدخلاتها على مادة أولية متواجدة بين أيدي النساء الريفيات، وإذا كان التطوير والبحث قد انعدم في قطاع الغزل والنسيج منذ إنشائه، فإن الجهات الوصائية قتلت التراث في مهده والمتمثل في هذه الصناعة العريقة

شركة الحرير الطبيعي في الدريكيش تتعثر منذ إنشائها ليس بسبب الحصار الاقتصادي والصعوبات الاقتصادية أو نقص حصيلة القطع الأجنبي وليس بسبب قدم الآلات والتجهيزات وليس بسبب عدم توفر الكوادر الفنية، وإذا بحثنا الواقع لن نجد أي مبررات مقنعة اقتصادية أو فنية، هي تتعثر خلال سنوات طويلة والجهات الوصائية تقف تتفرج عليها إلى أن توقفت نهائياً.
خلال سنوات طويلة والخطة الإنتاجية لاتتجاوز 30% ونسبة الانتفاع صفر . . .  وكان عدد عمالها 54 عاملاً وعاملة، وكانت الذروة بدءا ًمن عام 2005 حيث بلغت الخسارة 416682 ل.س حيث توقفت الشركة عن العمل نهائياً بسبب عدم توفر المادة الأولية،  وهي شرانق دودة الحرير، لعدم تشجيع الفلاحين على زراعة أشجار التوت وتربية دودة الحرير وقد أدى ذلك إلى دفع إدارة الشركة لبيع مالديها من الشرانق للقطاع الخاص، وخلال سنوات طويلة كان يتم استيراد الشرانق بالعملة الصعبة وقد أدى ذلك أيضاً إلى:

- ارتفاع تكاليف الإنتاج.
- عدم التناسب بين حجم شركة صغيرة وتصنيفها كشركة عامة.
اقترح مدير عام الشركة تحويلها إلى حاضنة لهذه الصناعة لأنها صناعة تراثية، واتباع هذه الشركة إلى وزارة الزراعة لكي يتم تشجيع تربية دودة الحرير لإنتاج الشرانق بدلاً من استيرادها.
بعد عشرات المذكرات التي تشرح واقع هذه الشركة شكل السيد عبدالله الدردري نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية لجنة مؤلفة من أكثر من عشرة مدراء من وزارة الصناعة والزراعة  والمؤسسة النسيجية في 15 ـ 3 ـ 2006 لبحث واقع هذه الشركة وتقديم الاقتراحات بشأنها، وقد تساءل مدير الشركة مؤخراً في اجتماع مع وزارة الصناعة والمؤسسة عن ماحققته هذه اللجنة المقيدة بعد أشهر، وردت مديرة التخطيط بوزارة الصناعة بالقول: «أرسلنا كتباً لعدة وزارات ومنها السياحة والشؤون والزراعة والبيئة لأخذ رأيهم بهذا الموضوع ولكن لم يرد أحداً علينا. . .  ومازلنا ننتظر!!!»
مازلنا نسمع شعارات تقول: دعم الصناعات الحرفية الريفية.. اتباع قواعد رشيدة في الاستثمار.
تركيز الاهتمام على الصناعات ذات القيمة المضافة.
دعم الفلاح من أجل الحد من هجرة الأرض.
دعم المرأة الريفية.
دعم الصناعات التراثية... وغيرها

معلومات إضافية

العدد رقم:
285