المواطن السوري.. ومبلغ الدعم وشروطه المذلة
الشروط السبعة التي تخول المواطن السوري الحصول على الدعم النقدي والمقدر بـ10 آاف ليرة سورية قد أقرت، وهي تنص على: أن يكون مستحق الدعم عربياً سورياً، وأن يكون الدخل المتاح له ولأفراد أسرته القاطنين معه لا يتجاوز 400 ألف ليرة سورية, وألا يملك المواطن سيارة سياحية, وليس لديه سجل تجاري أو صناعي أو زراعي أو سياحي, أو عقارات سكنية أو تجارية باستثناء منزل السكن الذي يقطن به، تدر عليه دخلاً إضافياً ولأفراد أسرته القاطنين, وأن يكون متوسط إنفاقه وأفراد أسرته معه على الكهرباء والماء والهواتف الثابتة والنقالة لا يتجاوز 4500 ليرة سورية، والتي كانت في حقيقة الأمر شروطاً لحرمان 4 ملايين أسرة سورية من حقها الدستوري في الحصول على الدعم، والتي استبدلت بتجربة القسائم بعد اكتشاف وضبط 13 ألف حالة تزوير لدفاتر قسائم المازوت، والسؤال هنا: هل تستوجب هذه الآلاف من حالات التزوير حرمان 80 % من الشعب السوري من الدعم، المساعد في تأمين تدفئتهم وأولادهم من برد الشتاء.
فبعد رفض مجلس الشعب بأغلبيته شروط الدعم ومبلغ الدعم المالي المقدر بـ10 آلاف ليرة سورية اللذين اقترحتهما الحكومة، وإقراره من قبله دون أن يكون لديه خيار أفضل كما أكد أحد النواب: «لأن عوز الناس وحاجتهم كان الأشد إلحاحاً»، ها هو الشعب السوري بكافة فئاته يعبر عن رفضه لشروط الدعم والبدل النقدي، والتي أثارت استياءً شعبيّاً واسعاً، والتي زاد من سوئها التصريحات الحكومية المتتالية وخاصة ما قاله رئيس مجلس الوزراء محمد ناجي عطري الذي استغرب بشدة الضجة المفتعلة حول موضوع آلية توزيع الدعم، والتي تظهر وكأن حياة المواطن السوري متوقفة على مبلغ الدعم المقدم، وكذلك النائب الاقتصادي الذي راح يعزف على نغم الوطنية، وكأنه أكثر وطنية من الشعب السوري الذي لا يحتاج لمن يزاود عليه في هذا الأمر.. وهنا توجهت قاسيون إلى محافظة طرطوس وريفها للوقوف على موقف المواطنين فيها من مبلغ الدعم المقدم وشروطه المجحفة بحقيقة ومعيشة المواطن السوري، وكان لهم الآراء التالية:
آراء وانطباعات ومواقف
- زين.إ، صاحب بقالية صغيرة في إحدى القرى النائية، اعتبر أن شروط الدعم غير مدروسة أو أنها تعجيزية، لأنها تبقى الشريحة الأوسع من الشعب خارج إطار الدعم، متسائلاً إن كان هذا الدعم الخجول يستحق كل هذا الانتظار؟! حيث قال: يوجد في أحد الشروط عدم توفر عقار آخر غير منزل العائلة، والبقالية التي أملكها هي عقار تجاري آخر أستفيد منها، فوفق الشروط أنا خارج الدعم، فإذا ربطنا هذين الشرطيين ببعضهما نجد أنه لا بقالية في منطقة نائية تدر 400 ألف سنوياً، إلاّ إذا تجاوزت مبيعاتها حدود 4 مليون ليرة سورية.
- أما نهلة.ح، التي تمتلك قطعة أرض صغيرة تزرعها بالخضار لتأمين حاجة منزلها أمام منزلها، والتي حرمتها من حقها في الدعم قد قالت: «عن أي دعم يتكلّمون؟،و هل 10 آلاف ليرة ستداوي المآسي التي سببتها سياسات الحكومة وفريقها الاقتصادي، إن شروط دعمهم المزعوم تعجيزية ومهزلة،فليدلّني الدردري على هذا المواطن الذي يحقق الشروط ليستحق دعمه المعدوم؟!.
- ويونس.ن قال:«ما عاد أحد يصدّق الحكومة التي بات شغلها الشاغل شفط كل ليرة سورية من يد المواطنين، فالليرة عندهم غنيمة، فقد أصبح لديهم خبرة كبيرة في انتزاعها من جيوبنا بكافة الأساليب والوسائل، والتبرير حاضر دائماً، ولكن لا يعلمون أننا بتنا نفهم لفّهم ودورانهم،لم يعد لأحد منّا ثقة بسياستهم واقتصاد سوقهم المفضوح».
- أما الأرملة خديجة.م ووالدة لثلاثة أولاد قالت: إذا انطبقت عليّ شروط الدعم،فأنا من سيتابع ملاحقة تثبيت استحقاقنا إياه، وجميع الدوائر الرسمية التي سأقصدها لتأمين الوثائق المطلوبة لاستحقاق الدعم تحتاج لأجور نقل كثيرة، وهذا أكبر من طاقتي، وإن وزّع الدعم فسيكون تعويضاً لما دفعته ثمن الإجراءات السابقة،و بالمقابل تكون الدولة قد استردت ما دفعته لي عن طريق مؤسساتها بصورة غير مباشرة،و كأنّك يا بو زيد ما غزيت»، وختمت بالقول: هل وصل احتيال الحكومة علينا إلى هذه الدرجة؟.
- وأحمد.د الذي امتنع عن الكلام حول الدعم وشروطه مكتفياً بإعطاء الدردري نصيحة قائلاً: «كفاك أيها الدردري استعلاءً وتكبّراً على الشعب المسكين، مرّة تتهمهم بأخلاقهم، ومرة بوطنيتهم، ألا تخجل وأنت تلقي هذا الكلام؟! وهم الذين يعانون مرارة سياسات فريقك الاقتصادي الفذة التي أوصلتنا إلى الحضيض؟ ترجّل فلم يعد أحد يثق بك ولا بأفكارك «العبقرية»!.
- أما لجين.ع، وهي طالبة في الحادي عشر العلمي قالت: «لقد نفر الشباب من وعودهم الساذجة، حيث يقوم الفريق الاقتصادي بممارسات مخالفة للدستور السوري التي تكفل حق كل مواطن في الدعم، دون وجود من يحاسبهم أو يعاقبهم عليها، فإلى متى ستستمر هذه التجاوزات بحق الشعب السوري؟! واستطردت قائلة: «على هذه الحال لن يبقى شباب يتسلّم زمام الأمور من بعدهم ليصلح نتائج ممارساتهم الخاطئة».
- و. عبد الله.ف الذي استغرب مناداته بالمواطن قال: «لقد بتّ أحسب نفسي لاجئاً أو مستوطناً، فقبل أن يدعموا المازوت، ليدعموا الزراعة والصناعة وكل ما يحتاجه المواطن المنتج والمستهلك، ماذا بوسعنا أن نقول؟، الله يرحم أيام زمان، وخلّيها بالقلب تجرح....
- أما زلفا. إ فقالت: ولماذا تعجز حكومتنا عن توزيع (هالكم قرش) الذي طال انتظارنا لها؟ أتراها حسنة؟ فإن كانت كذلك فليردّوها إلى جيوبهم، فنحن لا نقبل الحسنة المبلولة بالذلّ والإهانة. وتساءلت: لماذا كل هذا التدهور في أحوالنا المعيشية، في الوقت الذي تتحدث فيه الحكومة عن نمو اقتصادي كبير، فإلى جيب من ذهب هذا النمو؟
- أما علي.خ فقد قال: «لا أفهم لم كل هذه التحقيقات التي تتعذبون في إجرائها وكتابتها، فلا حياة لمن تنادي، واستطرد ليقول: ولكن اكتبوا، ربّما أحد ما يملك ضميراً، فيسمع ويبالي بنا وبأحوالنا المتدهورة».
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 431