فساد في وضح النهار تأخر مشروع «الفلوت» ودفعت شركة الأسمدة الثمن22 مليون يورو
نعم تأخر مشروع زجاج «الفلوت» كما جاء في موضوع الزميل علي نمر في العدد /542/ وكلفته هو 531996467 يورو، وتساءل موضوع الزميل:
من يتحمل كل هذه الخسائر على الاقتصاد الوطني وصناعته؟
ومن هم الفاسدون في هذه اللعبة ومن الذي بلع أكثر؟
العقد العجيب
لم تدفع مؤسسة الصناعات الكيميائية أو وزارة المالية أو وزارة الصناعة هذا المبلغ الفلكي لشركة «لاسكو» اللبنانية حيث رسا العقد على هذه الشركة وبتصنيع شركة «ياهو» الصينية ولكن الذي دفع الثمن الشركة العامة للأسمدة وبالتالي الأمن الغذائي في سورية.
صفقة فساد أبطالها مدراء ووزراء وسماسرة وتجار وموظفون.
لم تدفع شركة الأسمدة أموالاً للشركة اللبنانية لكنها دفعت سماداً بقيمة (22473791.84) يورو (اثنان وعشرون مليون وأربعمائة وثلاثة وسبعون وواحد وتسعون) يورو والمعادلة بنسبة %50 من قيم التوريدات الخارجية لمشروع «الفلوت» على أن تقوم المؤسسة العامة للصناعات الكميائية بتسديد قيمة الأسمدة المسلحة إلى شركة «لاسكو» إلى شركة الأسمدة على النحو التالي:
دفعة 100 مليون تسدد عند بدء تسليم شركة لاسكو أولى دفعة من الأسمدة.
دفعة نقدية لا تقل عن 500 مليون ل.س تسدد في بداية عام 2011 بعد تحديد الفوائض الاقتصادية في الشركات التابعة للمؤسسة الرصيد المتبقي من قيمة الأسمدة المسلحة إلى شركة «لاسكو» يسدد خلال الشهر الأول من عام 2012.
طبعاً لم تسدد هذه المبالغ إلى الشركة والمنهكة من الخسارة ولنطلع على هذا المحضر بالتفاصيل:
أولاً بيع /100/ ألف طن سماد (يوريا ــ سوبر فوسفات ثلاثي) إلى شركة «لاسكو» اللبنانية.
استعرضت اللجنة الإدارية محضر الاجتماع المؤرخ في 31/8/2010 والذي عقد ما بين ممثل شركة «لاسكو» اللبنانية السيد بسام سعد والشركة العامة للأسمدة ممثلة بأعضاء اللجنة الإدارية والمدير التجاري ومعاون مدير الإنتاج والمتضمن أنه تم الاطلاع على مضمون الاجتماع السابق الذي عقد بين الطرفين المؤرخ في 23/6/2010 ومناقشة طلب مندوب شركة «لاسكو» بضرورة تحديد أسعار بيع كامل كمية الأسمدة.
(يوريا 80 أف طن ــ 20 ألف طن سماد سوبر فوسفات ثلاثي) حيث تضمن المحضر ما يلي:
بيع كمية /100/ ألف طن أسمدة على شكل دكمة على مرحلتين وفق الكميات والأسعار التالية:
المرحلة الأولى كمية 35 طن سماد يوريا بسعر 11000 ل.س/طن.
أرض الشركة / ظهر السيارة وكمية 10 آلاف طن T.S.P بسعر 14000 ل.س/طن.
المرحلة الثانية كمية 45 ألف طن سماد يوريا بسعر 11500 ل.س/طن
أرض الشركة / ظهر السيارة على أن تلتزم الشركة بتسليم هذه الكمية من الأسمدة وفق مواصفات وتحاليل شركة SGS المؤرخة في 1/7/2010 (كحد أدنى) والمرفقة ربطاً وفي حال شذوذ هذه المواصفة يتم حساب قيمة فرق المواصفة.
وكذلك كمية 10 ألاف طن سماد T.S.P بسعر الطن 14000 ل.س
يمكن لشركة «لاسكو» استجرار كامل كمية سماد السوبر فوسفات المذكورة في المرحلتين.
يتم الاتفاق على البدء بتسليم الأسمدة لشركة «لاسكو» اعتباراً من تاريخ 2010/9/19.
وأن يتم عقد اجتماع آخر لتحديد آلية وطريقة الاستجرار
يتم الطلب من إدارة معمل الأمونيا يوريا تقديم مذكرة تبين التزام إدارة المعمل بأن تكون مواصفات سماد اليوريا المنتج والمسلم لشركة «لاسكو» وفق مواصفات وتحاليل شركة SGS المؤرخة بتاريخ 2010/7/1 (كحد أدنى) يتم الاتفاق مع شركة «لاسكو» على تسليمهم أسمدة (يوريا + T.S.P) بقيمة (1517879900) ل.س وهذا المبلغ يمثل %50 من قيمة التوريدات الخارجية وفق المادة /9/ من العقد 6/2008 المبرم بين الشركة «لاسكو» والمؤسسة العامة للصناعات الكيميائية ويتم تحديد كميات الأسمدة اليوريا وT.S.P الواجب تسليمها لتكملة المبلغ المذكور أعلاه ــ الزائدة عن 100 ألف طن في اجتماع لاحق ووفق الأسعار المعمول بها في المرحلة الثانية للتسليم.
يصبح العمل وفق هذا الاتفاق ساري المفعول بعد الحصول على موافقة مجلس إدارة المؤسسة العامة للصناعات الكيميائية.
لقد رأت اللجنة الإدارية أن هذا الاتفاق له المبررات التالية:
التخلص من المخزون القديم وضمان تصريف المنتج الجديد اللاحق الأمر الذي يؤدي إلى استمرار تشغيل المعمل وبحمولة جيدة علماً بأن المخازين الحالية لنوعي السماد مرتفعة.
ضعف مبيعات السماد بشكل عام وخاصة على شكل دكمة رغم الإعلانات المتكررة لبيع الأسمدة سيؤدي إلى تراكم المخزون مستقبلاً في مستودعات الشركة وتوقيف المعامل عن الإنتاج وزيادة كلفة السماد المنتج.
تم رفع سعر سماد اليوريا في المرحلة الثانية من التسليم حيث أصبح 11500 ل.س/للطن لكون الإنتاج للمرحلة الثانية سيكون بمواصفات أفضل من المخزون القديم كونه ليس مخزناً لفترة طويلة حصول توقفات في المعمل سابقاً بسبب ارتفاع المخزون وتخفيض حمولة المعمل بسبب تراكم المخزون تأمين سيولة مالية جيدة للشركة بنتيجة بيع هذه الكميات من الأسمدة وبضمانة المؤسسة العامة للصناعات الكيميائية.
لم يتم رفع سعر السوبر فوسفات في المرحلة الثانية نظراً لأن الكمية الإجمالية المتفق على بيعها لشركة «لاسكو» هي منتج موجود حالياً في المستودع وبسبب فرق المواصفة والتي تم التنويه عنه في كتاب الشركة رقم 2839 تاريخ 2010/8/2.
يساهم في حل مشكلة تسديد جزء من قيمة العقد رقم 2008/6 المبرم بين المؤسسة وشركة «لاسكو» لإقامة مصنع لإنتاج الزجاج بطريقة «الفلوت».
وبعد الاطلاع والمداولة وافقت اللجنة الإدارية بجلستها رقم /18/ تاريخ 2010/8/31 على مضمون محضر الاجتماع المنعقد في 2010/8/31 ما بين الشركة العامة للأسمدة وشركة «لاسكو» اللبنانية وفقاً للمبررات المذكورة على أن يصبح ساري المفعول بعد موافقة مجلس إدارة المؤسسة العامة للصناعات الكيميائية على مضمون محضر الاجتماع.
بعد اطلاعنا على نشرة الأسعار العالمية آنذاك تبين أن شركة «لاسكو» أخذت السماد باسعار مخفضة:
يوريا بسعر الطن 11000 ل.س وكان سعره العادي بالسوق المحلية 25500 ل.س للطن سوبر فوسفات سعر الطن 4.300 ل.س وكان سعره 25500 ل.س للطن نترات الأمونيوم 15000 ل.س للطن استجرته «لاسكو» بـ 11840 ل.س للطن وقبل توقيع العقد مع شركة «لاسكو» تقدمت شركة مصرية لشراء كمية 20 ألف طن من السماد بسعر 268 يورو ويعادل مبلغ 17850 ألف ل.س في حين كان يباع للمصرف الزراعي في سورية بسعر 17800 ل.س ورفض الطلب تحت مبررات لا أساس لها.
ومبررات العقد مع شركة «لاسكو» أن في الشركة مخزوناً كبيراً والواقع يقول إن المخزون لا يكفي %20 من حاجة سورية للسماد، والغريب هنا أن شركة «لاسكو» باعت القسم الأكبر من إنتاجها في سورية وفي السوق السوداء وفي هذا العام أزمة أسمدة، ونتساءل هنا أليس من الغرابة ومن المضحك والمبكي تصريحات وزارة الزراعة والتي تقول حول أسباب نقص الأسمدة بأن الأسباب لعدم توفر الكميات الكافية من الأسمدة تعود إلى عدة أمور منها نقص الأسمدة المنتجة لدى الشركة وعدم توفر السيارات اللازمة لنقل السماد إلى المحافظات والأهم هنا: عدم مساهمة القطاع الخاص في استيراد كميات الأسمدة التي تدعم خطة تأمين البلد