الصادرات السورية.. الاعتماد على المواد الخام.. وانعدام الصناعات التحويلية

تلعب الصادرات دوراً أساسياً في أي بلد يشرع في تنمية اقتصاده نظراً لما تشكله من مستلزمات التنمية إضافة لتمويلها جزءاً من واردات هذا البلد.

وفي مراحل النمو الأولى قد تكون هذه الصادرات مجرد مواد خام وأولية نظرا ًلعدم توافر الأسس اللازمة لصناعات تصديرية قادرة على المنافسة العالمية بعد. وفي بلدنا طالت فترة الاعتماد على المواد الأولية في صادراتنا واستمرت أكثر من عقد زمني حتى وقتنا الحاضر. فحسب إحصائيات العام 1999 بلغت نسبة المواد الخام الأولية من نفط خام وقطن ومنتجات نباتية 81% من إجمالي صادراتنا ولتزداد هذه النسبة في الأرباع الثلاث الأولى من عام 2000 حيث بلغت هذه الصادرات (بالليرات السورية) حسب إحصائيات التجارة الخارجية للأرباع الثلاثة الأولى من عام 2000 :

القطن الخام 10450 مليون ليرة.
النفط الخام 117601 مليون ليرة.
النباتية 9340 مليون ليرة.
المجموع 137391 مليون ليرة.
المجموع العام للصادرات السورية 156448 .
النسبة المئوية 87.8%

أما باقي النسبة فتتراوح بين منتجات حيوانية وصناعات تحويلية في المواد النسيجية والكيماوية وبعض المواد الغذائية.
ولعل من الواضح للعيان أن عدم وجود منتجات صناعات تحويلية في صادرات أي بلد يعكس وبلا شك ضعف القدرة التنافسية لهذه الصادرات وهذا ما ينطبق تماماً على واقع الصناعات التحويلية في سورية التي ظلت تعتمد ولفترة طويلة على سوقنا المحلية في ظل إغلاق الحدود الخارجية ومنع استيراد (حماية) ما يشابه منتجاتها...
أمام هذا التحليل يمكننا أن نطرح تساؤلاً في هذه الأيام خصوصاً مع تصاعد الحديث عن الشراكة السورية الأوروبية وهو: ماذا لو فتحنا حدودنا على مصراعيها للسوق الأوروبية بعدما ذكر؟ وهل ستصمد صناعاتنا المحلية أمام الوافد الأجنبي الجديد؟ وهل ستزداد صادراتنا (الأولية).؟!!