د. الجاعوني: الفساد أهم عائق في وجه التنمية البشرية..

قام د. فريد خليل الجاعوني من كلية الاقتصاد في جامعة دمشق بأول دراسة إحصائية وصفية تحليلية لمؤشرات الفساد المالي والإداري في الدول العربية، وأثر كل من تلك المؤشرات في مؤشر التنمية البشرية مستخلصاً عدداً من النتائج والتوصيات المدعمة بالأرقام  التي تخص الدول العربية بشكل عام وسورية بشكل خاص.

وبين الجاعوني أن سورية قد جاءت في مرتبة متأخرة جداً على المؤشر العام لمكافحة الفساد، إذ حلت بالمرتبة 19 من أصل 22 دولة عربية، ولم يتخلف عنها على هذا المؤشر سوى السودان والعراق والصومال.

وعن ترتيب الدول العربية، أكد د. الجاعوني أن الإمارات العربية المتحدة قد حلت في المرتبة الأولى بـ4،783 نقطة، تليها الكويت بـ4،69 نقطة ، ثم قطر بـ4،6238 نقطة، وجاءت الصومال في المركز الثاني والعشرين والأخير بـ0،7211 نقطة، بينما جاءت سورية في المرتبة التاسعة عشرة بـ2،246 نقطة.

كما توصل د. الجاعوني إلى أن هناك ارتباطاً قوياً وطردياً بين مستوى فقر الدول العربية ومستوى الفساد فيها.

وبينت الدراسة أن زيادة مؤشر الاستقرار السياسي بمقدار درجة واحدة سيؤدي إلى زيادة مؤشر التنمية البشرية بمقدار 0،275 درجة.

أما تحسن مؤشر مدركات الفساد بمقدار درجة واحدة فسيؤدي إلى تحسن مؤشر التنمية البشرية بمقدار 0،793 درجة.

كما خلصت الدراسة إلى نتيجة مفادها أن الفساد هو أهم عائق في وجه التنمية البشرية وليس شح الموارد وقلتها.

ويرى د. الجاعوني أن تدني الأجور الخاصة بالعاملين في أجهزة الدولة وخاصة في البلدان النامية هي دعوة للفساد، كما يرى أن تخفيف القيود البيروقراطية يقلل من الفساد واستلام الرشاوى من جانب الموظفين الحكوميين الذين يتسلحون بالقانون وبقدرتهم على تعطيل الأعمال، كما نصح بحرمان الشركات المحلية والإقليمية المعروف عنها بانخراطها في ممارسة الفساد من الدخول في المناقصات.

وأوضح د الجاعوني للزميلة «الوطن» أنه قد اعتمد في بحثه على 10  مؤشرات كمية قاس من خلالها مدى انتشار الفساد الإداري في كل دولة من الدول العربية مع اعتماد التنمية البشرية كمؤشر متغير لدى تغير كل من المؤشرات العشرة، والتي اعتمد في كل منها على سلم قياس (من عشرة إلى صفر)، حيث تشير القيمة صفر إلى أعلى مستوى لانتشار الفساد في حين تشير القيمة عشرة إلى أدنى مستوى لانتشاره.