المساعدات.. والأثـمان الباهظة

قدمت الكثير من الدول الأوروبية منحاً اقتصادية لسورية في السنوات الخمس السابقة، وتبارى رأس هرم الفريق الاقتصادي مع ذاته في مديح هذه الدول للحصول على المزيد من منحها  الاقتصادية، حيث أكدت إحدى الدراسات الدولية حصول سورية على مساعدات خارجية بقيمة 76 مليون دولار منذ العام 2002 حتى العام 2008، وقد استحوذت القطاعات الاجتماعية على نحو 59% من المساعدات الخارجية الرسمية، بينما استحوذ قطاع التعليم على 39%، أما قطاع الصحة فلم تتجاوز نسبة ما حصل عليه أكثر من 10%.

وهكذا سورية وقعت في الحفرة الأولى من مصيدة الدول المانحة على ما يبدو.. أماكن توظيف هذه المساعدات غير مضمونة، والأخطر من هذا هو أن لهذه المساعدات الاقتصادية ثمناً بالتأكيد، كما أن أكثر من نصفها يذهب لخبراء هذه الدول الذين يأتون «شرطاً» مع المساعدات، ليشفطوا أغلبها على شكل رواتب لا يأخذونها حتى في بلدانهم، ليعيدوها لدولهم بطرق غير مباشرة..

هذا المال الذي تقدمه الدول المانحة لا يُمنح لسواد عيون الحكومة بالطبع، وإنما له ثمن، وثمنه ليس أقل من دفع مسار التوجه الاقتصادي كما تريده هذه الدول..