الدولار 210 ثم إلى 203: وهكذا دواليك..!
ارتفع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية إلى 210 ل.س/$ في السوق السوداء في الأسبوع السابق بين 9-19 من الشهر 11 – 2014، وحصلت السوق خلال الأسبوع التالي على مكافأة 150 مليون دولار ضخ من المصرف المركزي، وفق ما أعلنه المصرف المركزي واعداً السوق وليس متوعداً. وعاد سعر السوق ليستقر بعد الضخ عند 202-203 ل.س/$ وفق أسعار تاريخ 26-11-2014.
وينبغي التذكير بالدورة المتكررة، فموجة الرفع السابقة كانت بين 11-31 من الشهر التاسع من عام 2014، حيث ارتفع سعر صرف السوق من 170 إلى 202، وضخ المصرف المركزي في السوق مبالغ أعادت سعر الصرف إلى 192 ل.س/$، بينما كان المصرف المركزي قد وعد على لسان حاكمه بإعادة الدولار في السوق إلى 170 ل.س، ولكن النتيجة كانت استقرار سعر الصرف عند مستوى عال جديد هو 191 ل.س/$ تقريباً، وتحقق بالفعل سعر 170، ولكن في سعر الصرف الرسمي الذي ارتفع إلى 173-174 ل.س/$، بينما كان قبل شهرين 157 ل.س/$.
أي أن السوق ترفع سعر الصرف، تحصل على الدولارات، تخفضه نسبياً، وترفع السعر الرسمي بمعدلات ارتفاع متقاربة.
وبين هذا وذاك دخل معطى جديد إلى التصريحات الحكومية بخصوص مبررات ارتفاع سعر صرف الدولار، حيث صرح رئيس مجلس الوزراء بإحدى جلسات مجلس الوزراء لهذا الشهر، بأن (هجوما منظماً داخلياً وخارجياً يستهدف سعر صرف الليرة، تقوده بعض مؤسسات الصرافة العالمية والمتلاعبون بسعر الصرف داخلياً( كما نقلت الصحف المحلية.
وينبغي التأكيد دائماً بأن كل السياسات المنتهجة خلال الأزمة تسمح ليس فقط بتسريع تكدس الأرباح لدى قلة، بل بتثبيت هذه الأرباح، وتحويلها من الليرة السورية إلى أي مقتنيات أخرى، وهذا السبب الرئيسي في المضاربة على قيمة الليرة، ونشاط سوق الصرف السوداء. فطالما تتراكم الأرباح السوداء، وتستجيب الحكومة بتقديم الدولارات فإننا في حلقة مفرغة تمتلك السوق السوداء في كل دورة جديدة فيها قوة تحكم أكبر..