القيمة ثابتة والليرة تنحدر إذا أخذنا اللحم كمثالنا السلعي:
الماشية موجودة، والمزارع موجودة، واللحمة مطلوبة، ولكن السلعة بارتفاع متزايد، ونحتاج مزيداً من الليرات لشراء الكمية نفسها! جانب مهم من سعر سلعة يحدده التأثير الكبير للنقد، باعتبارها أداة المبادلة، أي بفرض أن السلعة لم يطرأ تأثير كبير على عرضها أو طلبها، إلا أن سلعة المبادلة وهي النقود قد انخفضت قيمتها، فأصبحنا نحتاج كمية أكبر من النقود لكي نحصل على السلعة الأساسية نفسها التي لم يطرأ تغيير يذكر على وضعها في السوق.
والنقود أيضاً سلعة ينطبق عليها التالي:
العرض النقدي > الطلب النقدي تنخفض قيمة النقود.
الطلب النقدي > العرض النقدي تزداد قيمة النقود.
حيث العرض النقدي هو كمية النقد الموجودة في التداول، بينما الطلب النقدي، فيعكس هنا مستوى النشاط، أي حجم النشاط الذي يتطلب نقوداً لإتمام عمليات التداول.
إلا أن كمية ما من النقد، من الممكن أن تحقق مهمة التداول لأكثر من عملية إنتاجية، أو خدمية، وهو ما يتطلب منطقياً أن كمية النقود المتداولة أي العرض النقدي، يفترض أن تكون أقل من الطلب النقدي، وذلك بناء على ما يسمى سرعة دوران النقد.
والمعادلة المنهجية تقول:
الكتلة النقدية = الكتلة السلعية / سرعة دوران النقود.
وهنا نقترب من التحليل الأكثر راهنية للارتفاع المستمر لأسعار السلع وهو كمية النقد الموجودة بالسوق والمتزايدة باطراد وبلا ضابط، مقابل الكتلة السلعية المتراجعة أي تراجع الإنتاج المحلي والنشاط الاقتصادي الذي يحتوي زيادة الثروة المادية ويتطلب تعبيراً نقدياً عنها..
قيمة الليرة السورية كنقد في تراجع مستمر، وذلك نتيجة التضخم الكبير للكتلة النقدية التي تتورم، ولا حبل يربطها بالواقع الاقتصادي، المتراجع والمتردي، وكل ما زادت هذه الكتلة المتضخمة، كل ما انخفضت قيمة النقد وهي عملية حتمية، تؤدي موضوعياً إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير ويصبح غير قابل للتراجع، وهنا جذر ارتفاع الأسعار..