هيمنت واشنطن لعقود على مجال الملاحة الفضائية وتحديد المواقع العالَمي بتكنولوجيا الأقمار الصناعية، عبر منظومتها المعروفة باسم GPS، التي صمّمها الجيش الأمريكي كأداة عسكرية ثم عسكرية- مدنية، وما تزال واشنطن والناتو يستخدمانه في نشاطاتهم الحربية والإجرامية في أكثر من مكان، الأمر الذي يعزّز مشروعية سؤال منطقي، بل ومساءلة، في كلّ دولة إذا كانت لها أنْ تستقلّ عن الهيمنة الأمريكية: لماذا تواصل الاعتماد على منظومة الجيش الأمريكي هذه؟! وهو سؤال أكثر إلحاحاً اليوم مع وجود البدائل، حيث قطعت الصين أشواطاً مهمّة في تطوير منظومة «بايدو» وكذلك تطوّر روسيا منظومة «غلوناس»، مما يفتح إمكانية التعاون لتقليل الخطر على البلدان والأفراد الناجم عن مواصلة الارتهان لمنظومة الأعداء القادرة على التحكم باتصالاتنا وتحديد مواقعنا.