غزّة... المفاوضات مستمرة في ظل تغيير سريع في المناخ الإقليمي
تستمر الحرب العدوانية على قطاع غزّة، ولا توجد مؤشرات على نيّة حقيقية لدى الكيان للوصول إلى صفقة، بل إن بعض السياسيين هناك باتوا يقولون صراحة، أن الأولوية لم تعد إعادة المستوطنين المحتجزين داخل غزّة منذ عملية طوفان الأقصى، ومع ذلك تستمر المفاوضات، فعلى ماذا تراهن المقاومة الفلسطينية في غزّة؟
أنهى وفد حركة حماس لقاءً في العاصمة المصرية، جمع وفد موسع من قيادات الحركة مع مسؤوليين مصريين بغرض بحث «رؤية حماس لإنهاء الحرب»، فما الذي يجري تداوله عن هذه الرؤية؟
على ماذا تستند حماس؟
تنطلق الحركة من إعلان استعدادها على تسليم كافة الرهائن المحتجزين في غزّة على أساس الوصول إلى اتفاق شامل، يجري بموجبه تبادل للأسرى في مقابل هدنة طويلة الأمد تتراوح بين خمس وسبع سنوات، وتظهر الحركة في الوقت نفسه رفضاً قاطعاً لأي حديث عن إلقاء سلاحها، وتصر أيضاً على انسحاب الاحتلال من القطاع، وضرورة السماح بإعادة إعمار غزّة. وفي هذا السياق قال المستشار الإعلامي للحركة الفلسطينية طاهر النونو: إنّهم منفتحون على أي مقترحات لوقف الحرب، لكّنه ذكر في الوقت نفسه أن «السلاح سيظل في أيديهم ما بقي الاحتلال».
وإذا ما نظرنا إلى جوهر الطرح الذي تقدّمه حماس، يبدو أنّه ينطلق من موقع قوّة في ظل أن المشهد في غّزة يبدو شديد القسوة، ولا شك أن الحركة تخوض معارك منذ مدّة طويلة في ظل صعوبات كبيرة في تأمين احتياجاتها العسكرية، فضلاً عن نقص حاد في كل مستلزمات الحياة في القطاع، لكن الواقع القاتم هذا لا يلغي أن حركة حماس لا تزال قادرة حتى اللحظة على تنفيذ عمليات موجعة، بل إن صحافة الكيان تتحدث عن أن مقاتلي حماس يفضلون تنفيذ عملياتهم في وضح النهار، وهم يراقبون جنود الاحتلال ويرصدون تحركاتهم ويضعون الخطط وينفذوها، وقدّمت صحيفة معاريف وصفاً للمشهد، إذ كتب أحد صحافييها، أنه وعلى الرغم من أن قطرة مطرٍ واحدة لم تسقط في غزّة خلال الأسبوعين الماضيين إلا أن الوضع أشبه بالغرق في الوحل بالنسبة لجيش الاحتلال.
أي أن نقطة قوّة حماس الأكبر ترتبط في قدرتها على الاستمرار في القتال، حتى فرضت على الاحتلال وداعميه الجلوس حول طاولة المفاوضات، وهو بمثابة دليل على استحالة إنهاء الحرب باستخدام قدراتهم العسكرية. أما نقطة القوة الثانية التي تملكها حماس هي في كون الإدارة الأمريكية تظهر تململاً أكبر من استمرار الحرب، وتجاوز نتنياهو للآجال الزمنية التي منحتها الإدارة الأمريكية سابقاً، فهناك قناعة أن الرئيس ترامب مضطر للوصول إلى اتفاق ينهي الحرب سريعاً.
مع أن مشهد المفاوضات يبدو مكرراً إلا أن المناخ العام يتغير سريعاً، ولا يبدو أن حماس مستعدة لتقديم تنازلات نوعية، وتتمسك بإطار عام متوافق عليه مع الفصائل الأخرى في القطاع مع تقديرات تقول: إن ترامب وخلال زيارته المرتقبة إلى المنطقة، سيعمل بشكل أساسي على إنهاء ملف الحرب في غزّة، وعلى هذا الأساس هناك فرصة جدية للوصول إلى اتفاقٍ عادلٍ، وملائم لتوازن القوى داخل فلسطين المحتلة، وفي المنطقة والعالم.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1224