في غزّة... واشنطن تفاوض بدلاً عن «إسرائيل»!
قدم العدو الصهيوني عرضاً آخر للمقاومة الفلسطينية، الذي لاقى بدوره رفضاً آخر، بينما شرعت واشنطن بخطوة ثانية جديدة بضمان سلوك «إسرائيل» أمام المقاومة، وهي خطوة لا تناسب الكيان وتطلعاته بطبيعة الحال.
عرض «إسرائيلي» جديد
قدمت «إسرائيل» خلال الأسبوع الماضي عرضاً جديداً للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، عبر الوسيط المصري، يتضمن وقف إطلاق نار مؤقت لمدة 45 يوماً بمقابل الإفراج عن 10 رهائن «إسرائيليين» من بينهم حامل الجنسية الأمريكية ألكسندر عيدان، ودخول المقاومة مفاوضات حول نزع سلاحها.
وقد ردْت المقاومة في غزة على لسان رئيسها خليل الحية، أن المقاومة ترفض أي مقترح لاتفاق يقضي بـ «وقف جزئي» لإطلاق النار، معتبراً أن الحكومة «الإسرائيلية» تعتمد هذا النوع من الاتفاقات لمواصلة حربها على القطاع، واستخدام التجويع عبر الحصار كوسيلة ضغط.
وقال الحيّة: إنهم مستعدون لدخول مفاوضات فورية وإطلاق سراح جميع الرهائن، والبدء بإعادة الإعمار، والشروع بتطبيق المقترح المصري بإنشاء لجنة خاصة لإدارة القطاع من قبل مستقلين، مقابل وقف شامل لإطلاق النار والحرب عموماً، والانسحاب الكامل لجيش الاحتلال من قطاع غزة، ورفع الحصار عنه.
وحول نزع السلاح، أكدت المقاومة في بيان لها: أنه «خط أحمر» لا يمكن مناقشته، كما قال الحية: إن «المقاومة وسلاحها مرتبطان بوجود الاحتلال، وهو حق طبيعي لشعبنا، ولن نقبل أي نقاش حول نزع سلاح المقاومة».
ألكسندر عيدان.. ورقة مساومة
بات يتردد اسم الأسير ألكسندر عيدان، حامل الجنسية الأمريكية، كثيراً مؤخراً، ويبدو أنه ورقة مساومة بين الولايات المتحدة و«إسرائيل»، لتفعل الأخيرة ما بوسعها كي لا يخرج عيدان، مما يبقي واشنطن منخرطة أكثر في النزاع من جهة، فضلاً عن أن إطلاق سراحه مقابل بقاء الأسرى «الإسرائيليين» يسبب ضغطاً داخلياً أكثر على حكومة نتنياهو.
ومن ذلك، أعلن الناطق باسم كتائب المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عن فقدان الاتصال مع المجموعة العسكرية التي تحتجز عيدان، بعد قصف صهيوني مباشر استهدف أماكن تواجدهم، وقال: «تمكنّا من انتشال شهيد كان مكلفاً بتأمين الأسير عيدان ألكسندر، ولا يزال مصير الأسير وبقية المجاهدين الآسرين مجهولاً»، مضيفاً: «تقديراتنا أن جيش الاحتلال يحاول عمداً التخلص من ضغط ملف الأسرى مزدوجي الجنسية، بهدف مواصلة حرب الإبادة على شعبنا».
ضمان أمريكي بدخول «إسرائيل» المرحلة الثانية
نقلت واشنطن رسالة إلى المقاومة في غزة، عبر الوسطاء، مفادها، أنها مستعدة لضمان دخول الحكومة «الإسرائيلية» مفاوضات المرحلة الثانية لإنهاء الحرب، بحال تم إطلاق سراح أكثر من 8 أسرى «إسرائيليين» أحياء.
يعد هذا تطوراً أمريكياً آخر، فبالإضافة للتواصل مباشرة مع المقاومة متجاوزين بذلك الإرادة «الإسرائيلية» – والذي يبدو أنه بات اعتيادياً – باتت واشنطن تضمن «إسرائيل» كتحصيل حاصل بحال التزمت المقاومة باتفاق مع واشنطن.
كما أن مضمون الرسالة فيما يتعلق بـ «المرحلة الثانية» يتوافق مع موقف المقاومة الفلسطينية برفضها أي اتفاقات مؤقتة، والمضي نحو وقف شامل لإطلاق النار وانسحاب قوات الكيان من غزّة وغيرها من الأمور المتضمنة في مراحل الاتفاق الثلاث بطبيعة الحال.
تدل هذه المؤشرات، وخاصة ما يتعلق بالتدخل الأمريكي المباشر و«ضماناته»، عن تزايد احتمال بدء مرحلة ثانية من الضغط الأمريكي على الكيان لاستكمال المفاوضات بعد فشله مرة أخرى بتحقيق أهدافه، ومنها جولته الحربية الأخيرة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1223